شهدت الثانوية التأهيلية زينب النفزاوية، بنيابة سيدي سليمان صبيحة فاتح يوليوز تاريخ اجتياز المترشحين الاحرار للامتحان الجهوي للباكالوريا دورة يونيو 2015، أحداثا لاتربوية وغير مسؤولة كادت تحول يوم الامتحان إلى ما لا تحمد عقباه، بعد الغليان والتشنج الذي وقع بالأقسام وبمحاذاة قاعات الامتحان، والغريب في الواقعة أن أبطالها مفروض فيهم الحرص على مرور هذا الاستحقاق الوطني في أحسن الظروف. الواقعة تتلخص في الجو المشحون والذي وصل حد الصراخ وتبادل العنف اللفظي والاهانة بين مدير المؤسسة بوصفه رئيسا لمركز الامتحان وأعضاء اللجنة النيابية. وهو أمر دفع عزيز نحية مدير الأكاديمية إلى استفسار مدير المؤسسة باعتباره مسؤولا عما وقع، الاستفسار الموجه للمدير والمطلوب منه الاجابة عنه خلال 48 ساعة نظرا لحساسية الموضوع، خصوصا وأن امتحانات الاستدراك هذا الثلاثاء، بناء على تقرير اللجنة الذي سجل في حق المدير مجموعة من المؤاخذات المتمثلة في عرقلته لعمل اللجنة النيابية المكلفة بمحاربة الغش في امتحانات الباكالوريا، وإهانته لأعضاء هذه اللجنة أثناء مزاولة مهامهم، ويبقى من أخطر ما استفسر عنه المدير، كما جاء في الوثيقة التي نتوفر على نسخة منها، التقصير في أداء الواجب المهني، ورفضه توقيع محاضر الغش الموقعة من طرف أساتذة الحراسة ثم خلق جو من الرعب والهلع داخل مركز الامتحان، وهي تهم إن ثبتت في حقه سيكون مصيره الاعفاء من المهام كما يؤكد على ذلك قانون العقوبات التأديبية. وفي اليوم الموالي لهذا الحادث «انتفض» مترشحون كانوا يجتازون نفس الامتحان بثانوية علال الفاسي ضد الاساتذة المراقبين وأرادوا الغش رغما عن الاساتذة، واعتبروه حقا من الحقوق التي لا أحد لدخل فيها أو قدرة على منعهم منها، ولما حاول الاساتذة منعهم انتقلوا إلى عملية تعنيف بدني ولفظي كاد يخلف إصابات لولا تدخل الادارة التربوية ورجال الأمن. حادث دفع بأساتذة الثانوية مؤازرين بزملاء من ثانويات أخرى إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام النيابة كما راسلوا جميع الجهات المسؤولة ، مذيلين مراسلاتهم بعريضة تضم أكثر من 108 توقيع ، يطلبون من خلالها اتخاذ الاجراءات اللازمة في حق المعنفين، والتفكير في آليات جديد لطريقة تدبير امتحان المرشحين الأحرار، لأن أحداثا مثل ما وقع تتكرر سنويا في مؤسسات مختلفة وبنيابات متعددة. نيابة سيدي سليمان، ومن أجل احتواء الحادث، أصدرت بيانا تضامنيا عبرت فيه عن استنكارها وتنديديها بما وقع ، وتعاطفها المطلق واللامشروط مع المعتدى عليهم، كما جددت التذكير باستعدادها التام الوقوف بجانبهم حتى نيل حقوقهم وصون كرامتهم. وفيما ينتظر الرأي العام الاقليمي و الجهوي ما سيصدر من قرارات عقب الحادثين، يضع الاساتذة وبعض التلاميذ وآبائهم أيديهم على قلوبهم متمنين أن تسير الامور يوم الثلاثاء الخاص بالاستدراك في أحسن الظروف.