قضت جثث ثلاث مواطنين ( أخوين و ابن عمهما ) ليلة 20/21 من الشهر الجاري في مسجد النور الموجود بمركز الجماعة الحدودية سيدي بوبكر التابعة ترابيا لإقليم جرادة بعد رفض بعض ساكنة الجماعة تسليمها لمصالح الوقاية المدنية من أجل نقلها في سيارات الإسعاف إلى مستودع الأموات بجرادة في الوقت الذي كان يرقد شخص رابع ( أخ أحد الضحايا ) في مستشفى الفرابي بوجدة. و جاء ذلك بعد وقوع حادث انهيار أكوام من التراب في بقايا منجم زليجة سيدي بوبكر المتواجد في منطقة تسمى بعامية المنطقة " تريشت " و التي تعني الأرض الغنية حسب بعض أعيان المنطقة على حوالي الساعة الثانية عشر زوالا من نفس اليوم أصيب على إثرها بإصابات مختلفة أربعة أشخاص من قبيلة بني حمليل حيث تتراوح أعمارهم ما بين 25 و 50 سنة و إثنان منهم متزوجان ( حميد خمسي و البكاي خمسي ) و الثالث الذي نجا بأعجوبة في حالة خطوبة ( إدريس خمسي ) فيما الرابع لازال أعزبا ( عبد الله خمسي ) مخلفين وراءهم 3 أطفال و امرأة حامل... و بعد وصول خبر الحادث هرع العشرات من المواطنين إضافة إلى السلطات المحلية و المنتخبين بذات الجماعة ( سيدس بوبكر ) و بلدية تويسيت و الدرك الملكي و القوات المساعدة و الوقاية المدنية من تويسيت و جرادة إلى عين المكان حيث شارك العديد من شباب المنطقة في عملية الإنقاذ التي دامت إلى حوالي الثانية و 45 دقيقة لنشل الضحية الأولى حيا نقل على وجه السرعة إلى وجدة فيما استمرت إلى حوالي السابعة و النصف مساءا لاستخراج باقي الضحايا... و استغرق نقل الجثث حملا بالأيدي التي شارك فيه العديد من الشباب و رجال الوقاية المدنية من مكان وقوع الحادث إلى الخارج حوالي 30 دقيقة في أجواء عمتها غبار كثيف و في مسالك وعرة و ملتوية سقفها بعضها منحدر و بعضها الآخر مرتفع كما استعملت الدواب لنقل المعدات التي كانت تستعمل في عملية الإنقاذ كمحركات الإنارة بالخصوص... و خلال هذا الحادث المأساوي المسبوق بحوادث مميتة أخرى بنفس المنطقة، عبر العديد من المواطنين " للعلم " التي انتقلت إلى داخل الكهف الذي وقع فيه الحادث مشيا على الأقدام بمساعدة ثلة من الشباب لمدة تجاوزت 35 دقيقة، أن المنطقة تعيش تحت وطأة البطالة و انعدام فرص الشغل بعد إغلاق منجم زليجة سيدي بوبكر لاستخراج الرصاص و غياب بدائل اقتصادية الشيء الذي يضطر معه العاطلون عن العمل منهم حاملي شهادات جامعية ودبلومات مهنية العمل اللجوء إلى هذه الأعمال رغم خطورتها من أجل كسب لقمة العيش رغم أن المستفيد الأكبر منها هم من يشترون " المعدن " و يعيدون بيعه بأثمان مضاعفة عن ثمن شراءه من العمال الذين يستخرجونه... و حسب مصادر من عين المكان أوردت الخبر هذا الصباح، أن أسر الضحايا مآزرين ببعض الساكنة يطالبون إيجاد حل للعائلات التي بقيت بدون معيل كإيجاد مناصب شغل مناسبة للزوجات أو تخصيص مأذونيات ( لاكريما) لها ضمانا لعيشها... و يذكر أن بعض مسالك التحت أرضية لهذا المنجم الذي بدأ العمل فيه في بداية الأربعينيات فيما تم إغلاقه سنة 1976 يمكن أن تصل عبرها إلى التراب الجزائر مشيا على ألأقدام أو ركوبا على الدواب...