ذكرت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية أن هناك صراعا دمويا على جبهتين (قوات داعش والقوات العراقية) للسيطرة على العراق ولكل جبهة اختلاف صارخ في ميزان القوى .. لافتة إلى أن العراق يشهد أكثر الأعوام دموية على مدى قرن من الزمان . وأوضحت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني أمس السبت – أنه على طول وادي الفرات وعبر صحراء محافظة الأنبار ، لا زال مقاتلو داعش سائرين في طريقهم حيث بدأوا منه هجوما جديدا على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق. وعلى الجهة الأخرى .. قالت الصحيفة إن الهجمات المضادة التي تشنها القوات الموالية لحكومة بغداد ، نجحت في طرد مسلحي داعش من جميع المناطق في وادي دجلة عدا أماكن صغيرة في مدينة تكريت التي يوجد بها منزل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الأمر الذي اضطر الدواعش إلى اتخاذ موقف دفاعي هناك. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الانتصار سمح لقوات الحكومة العراقية لشق ممر بطول 120 ميلا يربط بين بغداد وتكريت، وهو ما يساعد القوات العراقية في استعادة مدينة الموصل من أيدي الدواعش. كما لفتت إلى مشاركة الميليشيات الشيعية، بدعم من إيران، في العمليات العسكرية ضد داعش؛ وهو ما اعترف به الجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني .. محذرة من أن سكان مدينة الموصل ذات الأغلبية السنية ، قد لا يرحبون بتحرير المدينة من قبل مقاتلين شيعة وهو ما سيصعب من عملية تحرير المدينة، لا سيما إذا تبع ذلك عمليات انتقامية أو فظائع. وأشارت الصحيفة إلى أن المدنيين العراقيين هم أكثر المتضررين من هذه الحرب الشعواء، حيث قتل منهم 14 ألف شخص على الأقل خلال ال 12 شهرا الماضية، وفقا للأمم المتحدة. واختتمت التقرير بالقول "مهما كانت موازين القوى بالنسبة للجبهتين المتقاتلتين، تعد الجولة الأخيرة من الحرب أكثر الأعوام دموية في العراق على مدار عقد من الزمان".