احتضن المعهد العالي لتقنيات الاعلاميات والتجارة والتسيير يوم : الجمعة 16 أبريل الجاري أشغال الأمسية الفكرية التي تدخل ضمن فعاليات البرنامج الوطني مع الكتاب في محطته الثانية بعد مدينة الدارالبيضاء والتي تتضمن قراءة في كتاب النقد الذاتي للزعيم علال الفاسي . هذه الأمسية التي نظمتها منظمة الشبيبة الاستقلالية فرع برشيد تحت إشراف المكتب التنفيذي للمنظمة حضرها الاخوة عمر العباسي الكاتب الوطني وبعض أعضاء المكتب التنفيذي واللجنة المركزية للمنظمة وحسن هروفي المفتش الاقليمي للحزب بسطات وبرشيد والحاج محمد ابراهيمي الكاتب الاقليمي للحزب والحاج محمد بن الشايب رئيس المجلس البلدي لبرشيد والمفكر الأستاذ عبد المجيد الكوهن والأستاذ عبد الله أوكان بالإضافة الى ممثلي بعض الهيئات السياسية والنقابية والمجتمع المدني وبعض المنابر الاعلامية المحلية والوطنية وعدد من المواطنين. وقد افتتحت فقرات هذه الأمسية الفكرية بآيات بينات من الذكر الحكيم تلتها كلمة ترحيبية للإخوة يونس بغداد الكاتب المحلية لمنظمة الشبيبة الاستقلالية ومحمد فيلالي منسق المنظمة بالإقليم . عقب ذلك تناول الكلمة الكاتب الوطني للمنظمة الذي عبر عن سعادته لحضور هذا اللقاء الذي اعتبره أساسيا ومهما لكون حزب الاستقلال أسس على يد رواد الحركة الوطنية الاصلاحية سنة1934 ،وخرجت فكرة إنشائه وتأسيسه من المساجد مع قراءة الوطنيين أنداك للطيف احتجاجا على الظهير البربري سنة1930 ضد الادارة الاستعمارية ،الشيء الذي جعله يستمر 80 عاما لكونه فكرة ومجموعة من الأفكار دو مرجعية قوية مكنته من الاستمرار في البقاء قوة سياسية وفكرية في البلاد، مؤكدا على أن التدافع والصراع السياسي الموجود بالبلاد لا يمكن للحزب أن يكون مؤهلا لخوضه والدفاع عنه إلا بالعودة الى المرجعية وفي مقدمتها كتب وأفكار ومراجع الزعيم علال الفاسي وفي مقدمة مراجعه وكتبه هو كتاب النقد الذاتي ،معلنا أن الزعيم الراحل أكد في تصديره للكتاب أنه لم يكتبه بصفته زعيما ورئيسا لحزب الاستقلال ولكن بصفته الشخصية . وقد أكد المتحدث نفسه أن أطروحة المؤتمر الثاني عشر للمنظمة والوثيقة التي كتبها الشباب الاستقلالي في 60 صفحة هي شهادة المواطنين من خارج الحزب أنه من أهم النصوص التي كتبت في تاريخ الشبيبة الاستقلالية وأنها أطروحة كانت محاولة جادة لإعادة تجديد المرجعية للحزب ،مردفا أنه فخور بأن يحضر هذا اللقاء الفكري ليس للدفاع عن برنامج الحزب الانتخابي أو القيام بحملة انتخابية ولكن للاستماع الى أفكار علال الفاسي وصوته لأن حزب الاستقلال ضمير هذه الأمة ولا يمكن أن يستمر ضميرها إلا بالعودة الى نصوص وأفكار الزعيم الراحل، وأن الذين يعتبرون أنفسهم يمثلون المجتمع بأنهم هم الاصلاحيون والديمقراطيون والاستثنائيون ،فيجب أن يعتز كل الاستقلاليون والاستقلاليات بهذا الحزب الذي أنشأته الحركة الوطنية الاصلاحية والذي كان ولا زال وسيستمر ضمير هذه الأمة ،شاكرا المنظمين على اختيارهم لموضوع الندوة الفكرية التي تتزامن مع الذكرى 41 لرحيل الزعيم علال الفاسي. ومن جهته أدلى رئيس المجلس البلدي لبرشيد بدلوه في هذه الأمسية الفكرية الذي اعتبرها تاريخية بالمدينة للحضور الفعلي للكاتب الوطني للشبيبة الاستقلالية الذي هنأه على ثقة شباب الحزب الذين سيرون معه طريقا نيرا خدمة للفكر العلالي وللحزب والوطن ،مؤكدا أن الزعيم علال القاسي كان من المفكرين الاسلاميين والمراجع الكبرى في الاسلام فكره سيبقى راسخا في أذهان المغاربة وأذهان الضمير المغربي بشهادة الخصوم والأصدقاء وبالتالي فان هذا اللقاء سوف يكون فرصة سانحة للحاضرين للتعرف أكثر على ثروة الزعيم علال الفاسي الفكرية . أما المفكر عبد المجيد الكوهن فقد أبحر بالدرس والتحليل في فكر وكتاب النقد الذاتي للراحل علال الفاسي ،مؤكدا أن منظمة الشبيبة الاستقلالية ضلت مخلصة لزعيهما الذي أراد أن يودع سره بعد الاستقلال وما يحمله من هم في نفسه بالألوكة الجديدة التي برزت في المؤتمر الأخير للشبيبة الاستقلالية ،مما كان هذا اللقاء فرصة للمتحدث قدم من خلاله ملف يتعلق بمؤتمر الشبيبة الاستقلالية الأول بفاس الى الكاتب الوطني للمنظمة . ومباشرة بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ عبد الله أوكان عضو المكتب الاقليمي للحزب الذي اعتبر منظمة الشبيبة الاستقلالية البيت الكبير والمدرسة الوطنية التي أنجزت مند تأسيسها قبل ما يقارب 60 عاما الآلاف المؤلفة من نساء ورجال وطنيين أكفاء ساهموا كل من موقعه بمسؤولية وفعالية في نهضة هذا الوطن وشكلوا ولا زالوا يشكلون الحصن الحصين لازدهاره واستقراره منهم رجالات دولا عظام شاركوا في صنع تاريخ المغرب الحديث ،شاكرا المنظمين و أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة على مبادرتهم التربوية والتكوينية مع الكتاب تلك المبادرة الرائدة في التوعية الفكرية والسياسية للشباب المغربي وفتح عينه وعقله على نصوص أساسية في الثقافة المغربية الحديثة ،مؤكدا على أن الشبيبة الاستقلالية اختارت كتاب النقد الذاتي في هذه المحطة من محطات برنامجها الوطني مع الكتاب ليحمل في الراهن الحضاري والسياسي للأمة أكثر من دلالة وأكثر من معنى، موضحا أن مجتمعاتنا العربية وضمنها المجتمع العربي تمر اليوم بحقبة تاريخية مفصلية خطيرة لا تقل في خطورتها عن الحقبة الاستعمارية بل تزيد ،لأن التحدي الحضاري الذي مثله الاستعمار قبل ما يقرب من قرنيين من الزمان يضيف المتحدث فقد تطورت مضاعفاته ونتائجه من قلق حضاري في فترة ما بعد الاستقلال الى الانقسام الحضاري في الفترة الحالية مما يهدد وحدة وتماسك الكينونة الحضرية للأمة، مردفا أن القصد من مداخلته هو النظر الى كتاب النقد الذاتي باعتباره نقدا فلسفيا بل أول نقد فلسفي مغربي في العصر الحديث دشن فيه الزعيم علال الفاسي مرحلة جديدة في تاريخ الفلسفة الاسلامية مجددا خطابها تجديدا شاملا وجذريا، مشيرا الى أنه قبل الشرع في فتح كتاب النقد الذاتي وتصفح صفحاته بحثا عن هذه الفلسفة الاسلامية الجديدة تعترض طريق الجميع ثلاثة أسئلة أساسية على الكل الاجابة عليها من قبيل لماذا معظم الباحثين الذين أرخوا للفكر المغربي الحديث لا يتناولون علال الفاسي كفيلسوف ؟ وماذا يعني أن ننظر اليه كفيلسوف وماذا يضيف ذلك من قيمة الى العمل الوطني والفكر الوطني الخالد الذي يمثل الزعيم علال الفاسي إنها أسئلة ومعها أخرى أبحر فيها الأستاذ عبد الله أوكان الذي ترعرع في أحضان الشبيبة الاستقلالية حيث كان كاتبا عاما للمنظمة في الثمانينات بمراكش . واختتمت هذه الأمسية الفكرية بتقديم بعض الهدايا التقديرية للأساتذة المحاضرين عرفانا بجميل ما قدموه خلال محاضراتهم القيمة التي استمتع بها الحاضرون.