تتبعنا عبر مختلف القنوات القنوات التلفزية والمحطات الإذاعية والصحافة الاسبانية، وقائع الأحداث المؤلمة التي شهدتها أخيراً (لاَمُوخُونِيرا (MOJONERA باقليم (ألميريا)، والتي كان وقُودُهَا، محاولة سرقة مواطن مالي حراكّ (سيكا.س.) من قبل ثلاثة من الحراكة المغاربة، وتعرضه للطعن بسلاح أبيض من طرف أحد المغاربة الثلاثة، حيث قامت مجموعات كبيرة تضم عناصر افريقية من مختلف الجنسيات ، بالهجوم الكاسح على المغاربة الموجودين هناك بطريقة قانونية، وخربوا متاجرهم، وهدموا منازلهم، وأحرقوا سياراتهم، واعتدو بالضرب على كل من صادفوه في طريقه.. هذه المواجهات، سبقتها حالة مماثلة، وكانت بين سكان (روَكيطاسْ دي مارْ / (ROQUETASDELMAR وبين الحراكة السينيغاليين، إثر مقتل حراك سينيغالي على يد أحد المتشديد الاسبان، وذلك في شهر شتنبر المنصرم من السنة الجارية (2008).. وقبلها وقعت في أواخر يناير وبداية فبراير من سنة 2000، مواجهات دامية، ما بين سكان (ل إيخيدو / ELEJIDO) بنفس اقليم (ألميريا) ، وبين الحراكة المغاربة الذين يعملون في الحقول البلاستيكية، وذلك بسبب مقتل فلاحين وفتاة من نفس المنطقة، من قبل حراك مغربي... اقليم (ألميريا) الذي نتقل من الدرجة ما قبل الأخيرة إلى المرتبة (28) ضمن سلم المناطق الغنية على الصعيد الاسباني بفضل اليد العاملة الافريقية الحراكة العاملة في الحقول الفلاحية المغطاة بلاستيكياًو تعيش الآن وضعية متوترة خطيرة بسبب وطأة أزمة التشغيل باسبانيا، حيث المئات من عمال البناء من مختلف المدن الاسبانية الكبرى (برشلونة ومدريد نموذجاً) التحقوا بحقول اقليم (ألميريا)، زيادة على وجود مالايقل عن (50) ألف من عمال الحقول الموسميين الموجودين في شكل تجمعات عرقية بالاقليم، ينتمون (أزيد من (100) دولة افريقية وآسيوية وامريكا اللاتينية وشرق أوروبية، وأغلبهم من المغاربة. إن جاذبية الحقول البلاستيكية باقليم (ألميريا) أفرزت معها حالات اجتماعية خطيرة، يأتي انعدام الاندماج، وقلة الشغل، والبطالة، واستحالة السكن الآدمي في المقدمة، وهو ما ولّد معه عدم الاستقرار، والنزوع نحو العنف، والاقتتال، وإذكاء العنصرية والكراهية، ما بين السكان الاسبان، وما بينهم وبين المهاجرين فير الشرعيين المتكدسين هناك، وفيما بين الأفارقة والمغاربين بصفة أخص.. ألميريا، وإلْ إيخيدُو، ورُوكيطَاسْ دِي مارْ، ولاَمُوخُونيرا، وصلها الآلاف من الحراكة بعد أن نجوا من الغرق في قوارب الموت، وتحت عجلات الناقلات، وداخل عنابر البواخرة، أو محشورين داخل مقطورات الشاحنات.. والآن وبعد تحويلهم الى العبيد ، وتعرضهم لكل أشغال الاستغلال في الحقول البلاستيكية، والاستغناء عن خدماتهم المهينة.. اختاروا أساليب التخلف والهمجية، وشرعوا في تطبيقها فيما بينهم، بالاقتتال، والعنف، والإحراق والموت، ثم الاعتقال والسجن والتهجير.