لم تستوعب قاعة سينما أبنيدا الحضور الغفير الذي حج لمشاهدة الأفلام الناطقة باللهجة العربية ، حيث امتلأت القاعة عن آخرها بالجمهور لمتابعة جديد الساحة المغربية والعربية ، و قد شهد عرض فيلم "أفراح صغيرة" للمخرج المغربي محمد الشريف طريبق و " أسوار القمر " للمخرج المصري طارق العريان الذي حضر مرفوقا بزوجته الفنانة " أصالة نصري " و بطلة فيلمه " منى زكي " في إطار المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة ، حضورا و إقبالا جماهيريا من عشاق السينما بتطوان فاق كل التوقعات . ويحكي الفيلم المغربي " أفراح صغيرة " لمخرجه الشريف طريبق عن قصة صداقة بين شابتين إحداهما ابنة مغنية جوق موسيقي نسوي، تقودنا علاقة الشابتين للتغلغل في أعماق المجتمع النسوي المحافظ فيما وراء الأسوار من الأسرار ، وترافقنا طيلة الفيلم أغاني الجوق الموسيقي النسائي المعبرة عن حالات الفيلم الإنسانية مثلما يرافقنا أيضا لباس المنطقة وتقاليدها وعاداتها ولهجتها وكل ما يمت بصلة لتطوان التاريخ والعمق والهوية في فترة الخمسينات وبالضبط في سنة 1955 ، حيث عرف المغرب في هذه المرحلة العديد من التغيرات منها الاستقلال. وقد سلط الفيلم الضوء و بشكل مسهب عن كيفية تأقلم المرأة المغربية آنذاك مع واقعها ، التي كانت محاصرة في فضاء مغلق و قاس ، لكنها استطاعت داخل هذا الفضاء أن تجمله و تخلق فيه الكثير من الأنشطة للترفيه عن نفسها في ذروة الانغلاق ، و تنجح جماعيا في خلق أفراح متعددة وغنية بالعطاء والتواصل وتبادل الخبرات بينهن بدون حدود أو تحفظ. وصور الفيلم بمدينة تطوان ، وهو ثاني فيلم روائي له بعد " زمن الرفاق " بالمدينة ، بعد أن استعان بممثلين محليين حفاظا على اللهجة المحلية، وهو ما يفسر الإقبال الجماهيري على الفيلم رغبة من الجمهور في مشاهدة ذاته على الشاشة. كما شهد المهرجان عرض الفيلم المصري " أسوار القمر " الذى كتبه محمد حفظى وأخرجه طارق العريان حضورا جماهيريا واسعا ، لمشاهدة صنف من الأفلام مليء بالإثارة والحركة والتشويق ، وهو من الأفلام التجارية و البسيطة على مستوى الحبكة الدرامية ، ويبدو المخرج متأثرا بالسينما الأمريكية التجارية واللقطات القصيرة والباذخة في التصوير على طريقة الفيديو كليب ، وربما ما يجذبه أكثر لهوليوود هو عنصر الإتقان فى المشاهد الأكثر عنفا وحركة . تبدأ قصة الفيلم بالبطلة الكفيفة " زينة " ( منى زكي ) التى تتحسس طريقها تجاه البحر، لتكتشف، ونكتشف معها، أن هناك رجلان يتقاتلان فى قلب الماء، ورغم أن الفتاة ستستمع الى حكايتها كما سجلتها هى بصوتها مع الرجلين، إلا أن الصراع والمطاردة بين الرجلين لم يتوقف إلا بنهاية الفيلم . بعد أن تركت " زينة " شابا رائعا هادئا وناجحا فى عمله كان خطيبها الأول ، لتتزوج من شاب مغامر يدمن المخدرات، يغار عليها وكأنه يمتلكها، يضربها ثم يبكى طالبا المغفرة، تخلعه لتتخلص منه، فيحاول الإنتحار، تدخله مصحة للعلاج، يظهر الشاب الذى تركته فى حياتها من جديد، يخرج الرجل الشرس من المستشفى ليبدأ الصراع من جديد. ويتنافس على "جائزة تمودة الذهبية " للسينما المتوسطية"، 13 فيلمًا سينمائيًا منهم فيلمين من المغرب "نصف سماء" لعبد القادر لقطع، و"أفراح صغيرة" لمحمد الشريف طريبق، وفيلمين إيطاليين الأول بعنوان "ليو باردي" لماريو مارتوني، والثاني هو "أطفالنا" لإيفانو دي ماتيو، بينما تشارك تركيا بفيلمين هم "سيفاس" للمخرج كان مجديسي، و"رافقني" لحسين كارابي، ومن لبنان فيلم "الوادي" لغسان سلهب، أما تونس فتشارك بفيلم واحد فقط هو "بدون2" لجيلاني السعدي، وفيلم "عيون الحرامية" لنجوى النجار من فلسطين، وفيلم "الظواهر" لألفونصو ثارواثا من أسبانيا، وتشارك جورجيا بفيلم تحت عنوان "أرض متلاشية" للمخرج جورج أوفاشفيلي، وفيلم فرنسي بعنوان "فدليو " ، أما مصر فيتشارك بفيلم " أسوار القمر " .