رفض جلالة الملك إجراء مكالمة هاتفية مع رئيس نيجيريا بطلب من هذا الأخير، موقف يعامل الآخر بالصيغة وبالمضمون الذي يعاملنا به؛ وبالتالي فإن جلالة الملك اتخذ الموقف المناسب الذي وجد شرعيته في تجاوب الشعب المغربي معه. نيجيريا تنتمي إلى ثالوث في إفريقيا الشر المعادي لجميع المصالح المغربية، إضافة إلى الجزائر وجنوب إفريقيا، وقبل أسابيع قليلة أبدعت نيجيريا في الإساءة إلى مصالحنا خصوصا ما يتعلق بوحدتنا الترابية سواء في اللجنة الرابعة بجنيف أو في المنتظم الأممي، ومن غير المقبول ولا المعقول أن نظل نجامل دولة خصما يحرص كل الحرص على استغلال جميع الفرص للإساءة إلينا، وكان من المناسب جدا أن يرفض جلالته طلب إجراء مكالمة مع رئيس دولة يبحث عن المنشطات للزيادة في حجم كسب رهان الأمتار الأخيرة في انتخابات رئاسية. ثم إن جلالة الملك رئيس للجنة القدس، ونيجيريا من الدول التي لا تدخر جهدا في تقديم جميع أشكال الدعم للكيان الصهيوني الغاشم، وكان أن صوتت نيجيريا لفائدة هذا الكيان داخل أروقة الأممالمتحدة قبل أسابيع، وبالتالي فإن الرئيس النيجيري قصد العنوان الخطإ حينما طلب إجراء مكالمة مع شخصية إسلامية مرموقة مناصرة للقضية الفلسطينية. وإنه لمن دواعي الشفقة على رجل دولة في حجم رئيس نيجيريا أن يضطر لممارسة الكذب في محاولة لإنقاذ ما تبقى من فتات كرامة بعد الإهانة التي تلقاها، و يكفي المواطن المغربي أن يشعر بالاعتزاز بموقف ملك كان تعامله حاسما مع دولة، لا يهمني شخصيا أن نغلق سفارتنا لها.