أعلنت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا أنها ستعقد خلال الأسبوع الجاري بالمغرب الجولة المقبلة للحوار السياسي الليبي بعد أن أعربت الأطراف المدعوة عن موافقتها على المشاركة في هذا الاجتماع. وأكدت البعثة في بيان صحافي أن «كل الأطراف أعلنت بشكل رسمي عن قرارها المشاركة في هذا الحوار إثر مشاورات وثيقة مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا، بيرناردينو ليون، خلال زيارته لطبرق وطرابلس في الثاني من مارس 2015». وأوضح المصدر ذاته أن «الأطراف أشارت إلى الحاجة الملحة لاستئناف مسلسل الحوار باعتباره السبيل الوحيد لإيجاد تسوية سلمية للأزمة السياسية بليبيا، والتوصل إلى نهاية دائمة للنزاع المسلح الذي تسبب في معاناة الشعب الليبي». وأضاف البيان أن الأطراف «اتفقت حول موضوع مقترح بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا الرامي إلى أن تركز الجولة المقبلة من المفاوضات على تشكيل حكومة وحدة وطنية، بما فيها المفاوضات المتعلقة برئيس الوزراء المقبل ونوابه، والتوافقات الأمنية التي تمهد الطريق إلى وقف شامل لإطلاق النار، والانسحاب المرحلي لكافة المجموعات المسلحة من المدن والاحياء، ووضع التدابير المتعلقة بالأسلحة وبمراقبتها والآليات الملائمة للإشراف والتنفيذ، وكذا استكمال مسلسل إعداد الدستور داخل أجل واضح». وقال فرج هاشم المتحدث باسم البرلمان الليبى المعترف به دوليا والذي يتخذ من مدينة طبرق مقرا له، في تصريح للصحافة إن مجلس النواب قرر الموافقة على المشاركة فى جلسة الحوار المزمع فى المغرب ، مشيرًا إلى أن المجلس وضع عدة شروط أمام المبعوث الأممى لليبيا للمشاركة فى هذا الحوار. وقال ذات المتحدث إن هذه الشروط هى نبذ الإرهاب، والتعهد بعدم دعمه بأى شكل من الأشكال، وشرعية مجلس النواب، وضرورة إيقاف وقف إطلاق النار من قبل الجماعات المسلحة والخروج من المدن برعاية أممية، والتعهد بالإشراف على جمع السلاح والمساعدة فى حل الميليشات المسلحة، دعم الجيش والأجهزة الأمنية. من الجهة الأخرى أعلن المؤتمر الوطني الليبي العام (البرلمان المنتهية ولايته) والذي يتخذ من مدينة طرابلس مقرا له، أن الحوار بين الأطراف السياسية في ليبيا سيستأنف الخميس في المغرب. وقال صالح مخزوم، النائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني العام، خلال مؤتمر صحافي في طرابلس، إن «اتفاقا جرى مع رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون على استئناف الحوار الليبي الخميس في الأراضي المغربية». يذكر أن ليبيا تشهد مواجهات مسلحة بين أطراف الصراع ما زالت مستمرة في مناطق متفرقة من الأراضي الليبية. وتعاني البلاد من فوضى سياسية وأمنية بالغة منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011. وتتقاسم عدة مجموعات مسلحة السيطرة على التراب الليبي، فبينما تسيطر حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني، المعترف بها دوليا على شرق ليبيا، يسيطر المؤتمر الوطني الليبي العام، وحكومة الإنقاذ بقيادة عمر الحاسي على العاصمة طرابلس والأراضي الواقعة في الغرب الليبي، كما تسيطر بعض الجماعات المسلحة المتطرفة على بعض المناطق الليبية، ومن بينها تنظيم «الدولة الاسلامية». وأجريت آخر جولات الحوار الليبي، في مدينة غدامس جنوب ليبيا في الحادي عشر من الشهر الماضي، وختمت دون التوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام الحادة.