مازالت مخلفات مقالع الأحجار بتراب اقليمسطات تشكل كابوسا يقض مضجع المواطنين في غياب استراتيجية محكمة وإرادة حقيقية لدى الوزارة المختصة لتقنين القطاع ،بالإضافة الى عدم تفعيل بنود الميثاق الجماعي وخاصة المادة 50 التي تعطي الحق لرؤساء الجماعات المحلية المنتخبة في تنظيم استغلال المقالع في حدود المقتضيات التشريعية والتنظيمية المعمول بها في هذا الميدان على أرض الواقع. وفي هذا الاطار خرج العشرات من سكان دواوير الصخر والدوسمة بالجماعة السلالية الشرفاء أولاد عتو مدعمين بجمعية آفاق للتنمية البشرية والبيئة المستدامة التابعين ترابيا لجماعة أولاد سعيداقليمسطات في وقفة احتجاجية انذارية نظموها صباح يوم : الاثنين 23 فبراير الجاري أمام مقلع الشرفة الكائن بالمنطقة ،وذلك احتجاجا على ما أسموه الاقصاء والتهميش ولامبالاة المسؤولين تجاه مطالبهم التي يعتبرونها مشروعة والمتعلقة برفع الأضرار الناتجة عن الغبار الكثيف التي تصدره المتفجرات وما يترتب عنها من أضرار وخيمة بالبيئة والفرشة المائية وتلويث المياه السطحية والأراضي الفلاحية ،بالإضافة الى المسالك الطرقية التي هدمت قناطرها بفعل مرور الشاحنات والآليات ذات الحجم الكبير التي تجوب الطرق المؤدية الى المقلع المذكور مخلفة العديد من الحفر والتصدعات وخاصة خلال موسم الأمطار التي تتحول فيه هذه الطرق الى برك مائية ومستنقعات ناهيك عن مخاطر حوادث السير القاتلة ،مستنكرين بشدة عدم احترام المقلع للمسطرة القانونية المتعلقة بالترخيص لاستغلال المقالع التي وضع لها القانون ضوابط وآليات محددة . المحتجون الغاضبون رددوا شعارات تعكس همومهم ومشاكلهم اليومية ،صبوا من خلالها جام غضبهم على المسؤولين المعنيين الذين لم يعيروا أي اهتمام للشكايات الكثيرة التي تقاطرت على مكاتبهم والرامية الى رفع الضرر الذي لحقهم جسديا لكونهم أصبحوا عرضة لأمراض مزمنة بالإضافة الى أنهم باتوا مهددين في فلاحتهم التي تعد مصدر دخلهم الرئيسي ،الشيء الذي يتنافى مع تصور استراتيجية المغرب الأخضر التي يوليها جلالة الملك اهتماما بالغا وخاصة في الشق المتعلق بالاهتمام بالفلاحين الصغار. وقد سبق للمحتجين أن وجهوا شكايات عديدة الى المسؤولين المختصين مذيلة بتوقيعاتهم توصلت جريدة »العلم« بنسخ منها لعلهم يجدون آذانا صاغية تحل مشاكلهم وهمومهم ملتمسين من خلالها التدخل العاجل لإيقاف أشغال هذا المقلع والحيلولة دون الترخيص له مجددا وتجديد عقود الاستغلال لما يحدثه من أضرار وخيمة بعد أن سجلت عليه عدة خروقات واختلالات تستدعي الاغلاق النهائي حسب ما هو وارد في مضمون الشكاية. إن المحتجين الغاضبين الذين دقوا من خلال شكاياتهم ناقوس الخطر منبهين الى مجموعة من الأضرار والأمراض الخطيرة التي أصبحت تنبئ بوقوع كارثة بيئية وإنسانية وحيوانية ،يطالبون بإيفاد لجنة الى عين المكان لمعاينة الأضرار التي يعاني منها السكان رحمة بهم وبفلذات أكبادهم معلنين على أنهم سيخوضون أشكال نضالية تصعيدية في القادم من الأيام اذا لم تتحقق مطالبهم التي يعتبرونها مشروعة.