تشهد العلاقات المغربية الفرنسية انتعاشا مهما بعد سنة كاملة من التوتر الذي أساء للعلاقات التاريخية بين البلدين. فبعد توقيع اتفاق إعادة التعاون القضائي بين البلدين جاء دور وزارتي الداخلية لكل من باريسوالرباط لتوطيد تعاونهما الأمني، وذلك إثر الزيارة الرسمية التي قام بها وزير داخلية فرنسا السيد برنار كازنوف والتي التقى خلالها في الرباط مع نظيره المغربي محمد حصاد حيث أشاد خلال الندوة الصحفية التي جمعتهما بالعلاقات المغربية الفرنسية، وبالدور الأمني المتميز الذي يقوم به المغرب وأثنى على كفاءة ومهنية أجهزته الاستعلاماتية، مضيفا أن المغرب شريك أساسي بالنسبة لفرنسا في المجال الأمني. وذكر السيد كازنوف بالخصوص بالمجهودات التي تقوم بها الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني التي يرأسها عبد اللطيف الحموشي وذلك في مجال التعاون من أجل مكافحة الإرهاب وخلال هذا اللقاء الصحفي يبدو أن فرنسا تريد قلب صفحة الخلاف من خلال رد الاعتبار لرئيس المخابرات المغربية عبد اللطيف الحموشي الذي سيوشح بوسام الشرف الفرنسي. وللإشارة، فإن هذه النقطة هي التي كانت السبب في تدهور العلاقات المغربية الفرنسية عندما وجه القضاء الفرنسي استدعاء للسيدعبد اللطيف الحموشي الذي كان متواجدا في باريس من أجل دعوى مرفوعة عليه تتهمه بممارسة التعذيب مما دفع بالمغرب الى قطع تعاونه الفضائي والاستخباراتي مع فرنسا. وقد بذلت خلال السنة المنصرمة عدة جهود لإعادة العلاقات إلى طبيعتها لكن الجانب الفرنسي كان دائما متباطئا في اليد. ولم تتحرك الدبلوماسية الفرنسية إلا بعد مجزرة شارل ايبدو وبعدما لام مسؤولون فرنسيون وعلى رأسهم وزير الداخلية الفرنسي الأسبق شارل باسكوا باريس على قطع تعاونها الأمني مع المغرب. وقد تحركت الآلة الدبلوماسية التي توجت بلقاء وزيري عدل البلدين ثم الزيارة التي قام بها جلالة الملك لباريس. ويبدو أن البلدين عازمان على طي صفحة الخلافات من أجل إعادة العلاقات إلى وضعها، وذلك على الرغم من الانتقادات التي توجهها بعض الجهات الفرنسية المعادية للمغرب لتحسين العلاقات وبالضبط لإعادة الاعتبار لرئيس المخابرات المغربية السيد عبد اللطيف الحموشي.