تفاعلٌ مغربيٌّ سريع أعقب إعلان وزير الخارجيَّة الفرنسيِّ، لوران فابيُوس، نيَّته إجراء زيارةٍ إلى المغرب، في القريب العاجل، لطيِّ الخلاف، فبعد أيَّام قلائل منه، أعلنتْ الخارجيَّة المغربيَّة بدورها، عنْ تحركِ، صلاح الدِين مزوار صوب بارِيس، لملاقاة نظيره الفرنسي. مزوَار أكَّد في تصريحٍ صحفي، أنَّه سيجرِي زيارة إلى فرنسا، بحر الأسبوع الجاري، كيْ يلتقي بنظيره، قائلًا إنَّ الزيارة ستكُون فرصةً لبحث مختلف أوجه التعاون، في سياقٍ خاص وصفهُ بالمؤلم، تجتازهُ فرنسا، في إشارة إلى الهجمات الإرهابيَّة التي تعرضتْ لها العاصمة الفرنسية مؤخرًا. وأردف رئيس الديبلوماسيَّة المغربيَّة أنَّ التحرك المقبل يعكسُ مرَّة أخرى وجود إرادة حازمة وصادقة لدى المغرب من أجل التخطِّي النهائي والدائم، للعراقيل التِي منْ شأنها، أنْ تشوش تعاونه مع فرنسا. وكانَ مزوار قدْ انتقل إلى بارِيس، في الحادِي عشر من الشهر الجارِي، لتقدِيم واجب العزاء إلى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، ونظيره لوران فابيُوس في ضحايا الهجوم الإرهابي، رافضًا المشاركة في مسيرة الجمهوريَّة، على خلفيَّة رفع رسوم مسيئة بها لشخص الرَّسُول الكرِيم. مساعِي التقارب الفرنسي المغربي، تأتِي عقب فترةٍ من الفتور، تعود إلى شهر فبراير الماضي، بعد استدعاء المدير العام لمراقبة التراب الوطنِي، عبد اللطيف الحموشي، للتحقيق على خلفيَّة اتهامات متصلة بالتعذيب، زيادة على نسبة تصريحات مقذعة في حق المغرب لديبلوماسي فرنسي في نيويورك، وتعريض وزير الخارجيَّة المغربي لتفتِيشٍ مهين في مطار "رواسِي شارلْ دوغُولْ". وأفضتْ الأزمة الديبلوماسيَّة بين الرباط وبارِيس إلى تعليق التعاون القضائي من الجانب المغربي، فيما تراجع التنسيق الأمنِي، وتقوَّى في المقابل بين المغرب وإسبانيَا. وهُو ما دفع فابيُوس إلى القول بأنَّ التعاون الأمنِي مع المملكة لمْ يعدْ خيارًا بلْ باتَ ضرورةً قصْوَى. الإلحاحُ الفرنسيُّ، ترجمتهُ أيضًا دعوة الرئيس الفرنسيِّ السَّابق، نيكولا ساكوزي، الذِي حثَّ على استئناف علاقة المغرب وفرنسا، بما يليقُ بتاريخ البلدين، حاثًّا على الاستعانة بالمخابرات التركيَّة أيضًا، وترك الخلافات القائمة مع أردوغان جانبًا، في ظلِّ الفترة الحرجَة.