قد يبدو غريبا هذا الموضوع الذي اخترت التطرق إليه في عمودي اليوم، وإن كان في سياق كلماته وجمله يميل إلى وضع تساؤلات أكثر من محاولة القيام بتحليل عميق أتركه لذوي الاختصاص في علم الاجتماع والباحثين النفسانيين الذين تنصب دراساتهم على الظواهر التي تعاني منها أنماط البشر ببقاع العالم. تساؤلاتي التي تثير فضولي كمغربي من عباد الله المغاربة، تضعني في حيرة كأغلب المهمومين والمهتمين بما يجري وما نلمسه جميعاً من تنامي ظواهر دون سعي للتغيير المفترض الذي وحده القادر على الإقلاع عن هذا السلوك أو ذاك..! وحتى لا أطيل الكلام فسؤالي ضمن ما يروج بخلدي مرتبط أساساً بمدى اهتمام المغاربة بما هو موجود على الساحة من ثقافة وسياسة وفن ورياضة، فنحن بدون مغالاة شعب لا يقرأ الصحف ومعدل قراءتها لا يتعدى 15 نسخة لكل ألف مواطن، أما قراءة الكتب فنسبتها جد مخجلة رغم قيمتها أما مسارحنا فبات الإقبال عليها محدوداً جداً، وندواتنا الفكرية والثقافية والشعرية أصبح الحضور إليها حكراً على منظميها، وحتى ملاعبنا ما عادت فضاءات للفرجة وإنما مرتعا للشغب والتكسير والإجرام. ومازالت خطاباتنا السياسية تكابد من أجل إعادة الثقة للمواطنين بعد منهجية التيئيس السابقة التي عرف صانعوها كيف يحيكون خيوطها لفقدها في السياسة والسياسيين والناس أجمعين. أمام هذه الظاهرة المخيفة هل نقول إن هموم الناس ومشاغلهم الحياتية أنستهم كل شيء لدرجة العزوف غير المفهوم؟ قد يكون عامل المعاناة اليومية مبرراً، لكن بماذا نفسر ظاهرة أفظع وهي الجلوس المتواصل على امتداد ساعات اليوم بالمقاهي دون شغل ، فهل هذه «ثقافة» جديدة؟ أم هي متنفس وهروب من واقع لا يريد منه الكثير غير الابتعاد عن (صداع الراس)، رغم أن فضاءات هذه المقاهي تحولت إلى فتح ملفات النميمة التي لا يسلم منها الجميع من كبر أو صغر شأنه. فما الوسيلة للإقلاع عن الاختباء في المقاهي بالعودة لجادة «الصواب!؟ سؤال يحتاج لأجوبة من ذوي الحل والعقد الذين يعلمون بحال البلاد والعباد ويصرون على القول بأن العام زين..!