يعرض حاليا ببعض القاعات السينمائية ببلادنا فيلم حربي أمريكي جديد يحمل عنوان باللغة الإنجليزية " UNBROkEN" أو "أنفانسيبل" بالفرنسية أو "الذي لا يقهر" بالعربية، و هو الفيلم الثاني الذي قامت بإخراجه و شاركت في إنتاجه الممثلة و المنتجة المشهورة أنجيلينا جولي ، التي سبق لها سنة 2012 أن قامت بإخراج فيلم آخر يحمل عنوان "بلد الدم و العسل". الفيلم الجديد تستغرق مدته 137 دقيقة ، و هو مأخوذ عن كتاب للكاتبة لورا هيلينبراند ، و تعود قصته الواقعية بالمشاهد إلى عهد الحرب العالمية الثانية من خلال ما حصل للبطل الأولمبي الأمريكي "لوي زامبيريتي" (من أصل إيطالي مثل المخرجة) الذي كان يحارب ضمن الطيارين الأمريكيين قبل أن يتم إسقاط طائرتهم سنة 1942 ، هذه الحادثة التي نجا فيها من الموت صحبة زميلين بعد سقوطهما في البحر و مكوثهم على سطحه في زورق مطاطي . سيقضي الزملاء الثلاثة 47 يوما من المعاناة مع الجوع و الرد و العزلة و تهديدات سمك القرش، و سيحاولون مواصلة العيش بالرغم من كل ذلك، و لكن أحد زملائهم سيفارق الحياة و سيرمونه في البحر قبل أن يتم إلقاء القبض على الزميلين الآخرين من طرف البحرية اليابانية ، إذ سيتم اعتقالهما و إيداعهما في سجن بطوكيو يتواجد به سجناء أمريكيون آخرون. الممثل الأمريكي جاك أو كونيل هو الذي يشخص دور البطل الأولمبي الأمريكي "لوي زامبيريتي" الذي سيتعرض في هذا السجن لمختلف أنواع التعذيب و التعنيف النفسي و الجسدي على يد القائد الياباني الشاب "موتشوشيرو" (الممثل ميافي) الذي لم يتحمل منذ البداية طبعه و صبره و عناده و وطنيته الأمر الذي جعله يتعامل معه بسعار و عنف وحشي و همجي ، بل إنه سيأمر كل السجناء الأمريكيين بتعنيفه هم أيضا مما كاد يؤدي به إلى الهلاك، و لكنه سيصمد و سيقاوم في صمت و صبر إلى أن انتهت الحرب و عاد كل السجناء فخورين لوطنهم الذي خصص لهم فيه استقبال أنساهم محنة العذاب . الفيلم يعود أيضا عن طريق الفلاش باك إلى طفولة هذا البطل و أسرته الإيطالية من خلال علاقته مع والدته التي كانت تحبه و تخاف عليه ، و من خلال علاقته المتوترة مع والده الذي كان يعنفه كأن القدر شاء أن يعنف هذا البطل في صغره و في كبره. الفلاش باك يوضح أيضا كيف كان هذا المراهق مشاغبا في مركز لإعادة التربية، و كيف أصبح شيئا فشيئا هذا بطلا أولمبيا في الجري ، بالرغم من هول التعذيب و التعنيف الذي تعرض له في السجن الياباني ، فإنه لم يفارق الحياة لأن عمره كان طويلا و كان مكتوبا له أن يعيش إلى حدود شهر يوليوز من سنة 2014 التي فارق فيها الحياة عن عمر لا يقل عن 97 سنة. تشارك في هذا الفيلم بأداء جيد نخبة من الممثلين غير المشهورين، و هو فيلم قد لا يستحمله البعض من المشاهدين لأنه عنيف و موتر للأعصاب ، و بالرغم من بعض التساهل و التمطيط فإن تطوراته لا تخلو من إثارة تشد إليها المشاهد من البداية إلى النهاية ، و هي نهاية لا يمكن توقع ما سيحدث فيها بالنسبة للمشاهدين الذين لا يعرفون هذا البطل. يستعيد هذا الفيلم أجواء الماضي ( ثلاثينيات و أربعينيات القرن الماضي ) و ما تتطلبه تلك الفترة من ما هو مناسب لها من أكسسوارات و ملابس و سيارات و طائرات و نوعية الحلاقة و غيرها، و لا بد من الإشارة في الختام إلى أن الموضوع متناول و معالج سينمائيا من وجهة نظر أمريكية طبعا، وجهة نظر مشرفة للبلد من خلال إبراز تضحية جنودها و شجاعتهم و صمودهم و شهامتهم وفائهم للوطن.