العنوان المشار إليه أعلاه لا يتعلق بالفيلم الأمريكي المشهور "الهربة الكبرى" (1963) الذي قام ببطولته ستيف ماكوين و جيمس غارين، بل يتعلق بفيلم أمريكي جديد، يقل عنه جودة و إقناعا، يعرض حاليا ببلادنا عنوانه " الأيام الثلاثة المقبلة" (133دقيقة) مع العلم أن مضمونه لا يشير إلى الأيام الثلاثة المقبلة بل يشير، عكس ذلك، إلى الأيام الثلاثة الأخيرة، و هو فيلم من إخراج بول هاغيس و بطولة الممثل المقتدر راسيل كرو في دور "جون" و الممثلة إليزابيت بانكس في دور زوجته "لارا" المتهمة بقتل رئيستها في العمل و المحكوم عليها بالمؤبد. بعد فشل كل المحاولات و فقدان كل أمل في إثبات براءتها،ستصاب "لارا" داخل السجن باليأس و الإحباط النفسي،مما سيؤدي بها إلى محاولة الانتحار، كما أن زوجها سيزداد انشغاله بوضعيتها،وستزداد محنته و معاناته اليومية مع عمله كأستاذ جامعي و مع مسؤوليته اليومية في تربية ابنه الصغير، مما سيدفع به، دون علم زوجته، إلى المغامرة من خلال الاتصال بسجين سابق لإعداد خطة سرية و محكمة لتهريبها من السجن كآخر فرصة لإطلاق سراحها ولو كانت خارجة عن القانون. أغلب ما تتضمنه القصة من أحداث شوهدت في أفلام أخرى، و هو فيلم مأساوي و حركي و بوليسي و رومانسي، لا يخلو من إثارة و تشويق و توتر في بعض محطاته، فيه حب و عنف و قتل و مطاردة ، و عبارة عن "فلاش باك" ينطلق ثلاث سنوات قبل تنفيذ هذه الخطة، و يتضمن لقطات "فلاش باك" أخرى لتفسير وقائع الجريمة و لحظات الحب و السعادة التي كانت تعيشها هذه الأسرة قبل اعتقال الزوجة بتهمة القتل، و سيتم الشروع في تنفيذ خطة الزوج انطلاقا من الأشهر الثلاثة الأخيرة قبل إتمامها في الأيام الثلاثة الأخيرة أيضا،و كل هذا يجري وفق تطورات بطيئة في النصف الأول من القصة و سريعة في نهايتها، و هي تطورات وتقلبات مطبوعة في أغلبها بالتساهل و المبالغة و السطحية على مستوى الأحداث و الشخصيات مما أفقدها المصداقية، كما أنها تطورات ممططة و مبنية دراميا بهشاشة و بكيفية غير مقنعة مما يجعلها غير محركة للعواطف، و هذا لا يحول دون متابعة القصة من بدايتها إلى نهايتها لمعرفة هل سينجح "جون" في خطته السحرية أم لا؟ المشاهد لا يشعر و لا يحس عبر الصورة و عبر أداء الزوجة "لارا" أنها تعيش فعلا معاناة قوية و حقيقية من جراء تواجدها في السجن، كما أن المشاهد لا يقتنع بأن أستاذا جامعيا عاقلا هادئا رزينا و له ابن صغير سيتحول فجأة بين عشية و ضحاها إلى منحرف و كذاب ومزور و مجرم خارج عن القانون من أجل إحقاق الحق و إزهاق الباطل. الفيلم غير مقنع بموضوعه و فكرته، لا يتضمن طرافة أو هزلا، و لكن يمكنه أن يليق للتسلية لا أقل و لا أكثر.