الفيلم الأمريكي الجديد «NIGHT AND DAY» الذي حظي خلال الأيام القليلة الماضية بحملة دعائية عالمية يعرض حاليا ببعض القاعات السينمائية ببلادنا، و هو الفيلم الطويل الثاني عشر للمخرج و الممثل و السيناريست و المنتج «جيمس مانغولد، و هو من بطولة النجم طوم كروز في دور الجاسوس «روي» و النجمة كاميرون دياز التي تشخص دور «جون» التي لم تكن من قبل محظوظة مع الرجال مما جعلها تغرم بسرعة بهذا الجاسوس الذكي و الأنيق و الرشيق الذي صادفها في المطار فأحبته بعد مغازلته لها دون أن تكون على علم مسبق بأنه جاسوس لتجد نفسها معه فجأة مورطة في دوامة مطاردة حافلة بالمخاطر في مختلف أنحاء العالم ، و لكنها ستتأقلم معها بدهاء و شجاعة قبل الوصول مع حبيبها إلى نهاية كلاسيكية رومانسية و سعيدة. تستغرق مدة هذا الفيلم 100 دقيقة مشحونة بالحركة و العنف و القتل و الطلقات النارية و المطاردة على الأرجل و في الطائرة و السيارات و القطار و الدراجات النارية، و بالرغم من حدة المواجهات بين المطاردين و المخبر فإن هذا الأخير بارع في كل شيء و خارق للعادة، لا يقهر و لا يموت ولو قتلوه، يتظاهر بالهزيمة في البداية قبل أن ينجو من الهلاك في آخر لحظة بأعجوبة عجيبة مطبوعة بمبالغة قد يعتبرها البعض لسخيفة و قد يستحملها البعض الآخر في إطار التسلية. الموضوع مستهلك بنوعه و القصة تافهة و نحيفة من ناحية المضمون، و لكنها ممططة بسلسلة من المواجهات المطبوعة بالعنف المجاني المبالغ فيه و المبنية بهشاشة درامية مما يجعلها مثيرة للانتباه و مبهرة أحيانا و لكنها غير محركة و غير مستفزة للعواطف بالرغم من شراستها و من جودة إخراجها و تصويرها و تشخيصها. تتوالى الأحداث بإيقاع سريع تتناوب فيه لقطات الضجيج و التوتر و الحدة و لقطات الهدوء الذي يسبق العاصفة، و هو فيلم مطعم بأحدث المؤثرات الخاصة السمعية البصرية، و قد بلغت ميزانية إنتاجه 117 مليون دولار (دون احتساب ميزانية الحملة الدعائية)، و حسب رأي بعض الخبراء الأجانب المهتمين بمداخيل الأفلام فإنه ربما سيكون من الصعب عليه استرجاع كل هذه الأموال و تغطية مصاريفه، بل إنه من المستبعد كثيرا أن يحقق نجاحا تجاريا و ذلك نظرا لضعف الإقبال على مشاهدته الملاحظ خلال الأسابيع الثلاثة الأولى لتوزيعه.