العنوان المشار إليه أعلاه هو نفس العنوان لفيلم فرنسي مشهور أنجز في سنة 1956 من طرف المخرج روجي فاديم و قامت ببطولته «بريجيت باردو» في دور الشابة جولييت التي يتنافس على قلبها ثلاثة رجال سلبتهم بجمالها، و قد ذكرني بهذا الفيلم المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا الذي ستنظم دورته الرابعة انطلاقا من بعد غد الإثنين و إلى غاية يوم السبت القادم، و هو مهرجان لا يقتصر على أفلام المرأة وحدها بل يتناول من خلال أنشطته المتنوعة موضوع السينما و المرأة بصفة عامة، و لا تخص مسابقته الرسمية الأفلام التي أنجزت من طرف المخرجات فحسب، بل تشارك فيها أيضا أفلام للمخرجين الرجال مثل ما هو الشأن لفيلم «الدار الكبيرة» للطيف لحلو و أفلام أخرى تشارك في مسابقة هذه الدورة التي تضم 12 فيلما تمثل 12 بلدا. مهرجان سلا هذا ذكرني أيضا بالمهرجان الدولي لأفلام النساء لمدينة «كريتاي» الفرنسية و الذي ستنظم دورته الثالثة و الثلاثين ما بين 25 مارس و 3 أبريل من السنة القادمة، و هو مهرجان لا تشارك في مسابقته الرسمية إلا أفلام المخرجات من مختلف العالم و التي يتم من خلالها التعرف على نظرة المرأة للمجتمع و على موقفها من مختلف الظواهر و القضايا. موضوع السينما و المرأة شاسع و متشعب، يمكن التطرق إليه من خلال مضمون الفيلم أو من خلال صاحبة أو صاحب هذا الفيلم، و من الصعب الفصل كليا بين الرجل و المرأة في هذا الموضوع، و ذالك لوجود نساء متخصصات في مختلف المهن السينمائية الفنية و التقنية يشاركن إلى جانب الرجال في إنجاز الأفلام، و لوجود أفلام مرتبطة بموضوع المرأة من إنجاز سينمائيات نساء أو من إنجاز سينمائيين رجال، و من النادر جدا أن تتوفر أفلام لا وجود فيها إطلاقا للمرأة أو للرجل. تاريخ السينما يشهد أن الأغلبية الساحقة من الأفلام العالمية كانت خلال ما لا يقل عن ثمانية عقود من القرن الماضي رجالية الإخراج، و استطاعت المرأة بكفاءة عالية أن تغزو هذا الميدان الذي كان حكرا على الرجال و أن تصبح منافسة لهم في مختلف المهن السينمائية الفنية و التقنية، و أقرب مثال لذلك هي المخرجة الأمريكية كاترين بيجلو( الزوجة السابقة للمخرج المشهور جيمس كامرون) التي حصدت خلال هذه السنة بفيلمها القوي «LES DEMINEURS» ست جوائز الأوسكار كأحسن فيلم و إخراج و سيناريو و مؤثثات صوتية و توضيب صوتي و مونطاج لتصبح بذالك أول امرأة تفوز بجائزة الأوسكار في الإخراج. كما تمكنت كاتبة السيناريو الأمريكية ديابلو كودي في سنة 2008 من الفوز بأوسكار أحسن سيناريو في فيلم «جونو» الذي قام بإنجازه المخرج جاسون رايتمان حول موضوع المراهقة و الحمل والإجهاض، و هو مثال للتعاون بين الرجل و المرأة في الميدان السينمائي.كانت المرأة دائما حاضرة بقوة في السينما كممثلة، و قد تمكنت عدة ممثلات مشهورات من الفوز بجوائز التشخيص في مختلف المهرجانات الدولية و من أبرزها جوائز الأوسكار من بينهن على سبيل المثال لا الحصر ؛الممثلات صوفيا لورين ، سيمون سينيوري، نيكول كيدمان، ميريل ستريب، جولييت بينوش، كايت وينسلي، بينيلوبي كروز، كايت بلانشيت، ماريون كوتيار و غيرهن. أما على الصعيد العربي مثل المغرب و الجزائر و تونس و مصر و لبنان و سوريا و العراق يلاحظ حضور للمرأة بنسب متفاوتة في مختلف المهن السينمائية عموما و الإخراج خصوصا، منهن من يقمن ببلدهن و منهن من يقمن بالمهجر، و قد سبق للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا أن استضاف أغلبهن و أخص بالذكر على سبيل المثال المخرجة التونسية المقتدرة مفيدة التلاتلي التي تم تكريمها سنة 2008 في مهرجان «كان» الفرنسي كاعتراف منه بإبداع المرأة التونسية و العربية في الفن السابع ، و سبق لها أن فازت بفيلمها «صمت القصور» في هذا المهرجان بالكاميرا الذهبية و أحرزت به أيضا على ما لا يقل عن عشرين جائزة في مختلف المهرجانات الدولية.أما المخرجة المصرية «إيناس الدغيدي» فقد استطاعت هي أيضا بأفلامها أن تفرض نفسها داخل مصر و خارجها كمخرجة سينمائية متميزة بمواقفها و جرأتها و بأسلوبها الخاص بها في كيفية تناول مواضيع أفلامها التي فاز البعض منها بجوائز مختلفة. المرأة المغربية شاركت هي أيضا في مختلف المهن السينمائية الفنية و التقنية ببلادنا و الأمثلة كثيرة من بينها؛ نعيمة السعودي التي فازت ببلادنا في أول دورة للمهرجان الوطني للفيلم بجائزة الديكور (1982) ، و المخرجات الرائدات إيزة جينيني و فريدة بورقية و فريدة بنليزيد التي فازت في الدورتين الثالثة و الرابعة للمهرجان الوطني للفيلم بجائزة أحسن سيناريو عن فيلمي «باب السما مفتوح» (1991) و «البحث عن زوج امرأتي» (1995).ونذكر أيضا الموضبة المغربية نجود جداد التي تعمل بكفاءة و صمت،و لها حاليا حضور فاعل في السينما المغربية ، و قد تم تتويجها في الدورة التاسعة للمهرجان الوطني للفيلم (2007) بجائزة أحسن مونطاج في فيلم «حديث اليد و الكتان» لعمر الشرايبي، كما سبق للإعلامية فاطمة لوكيلي أن فازت في الدورة الخامسة من نفس المهرجان (1998) بجائزة الحوار في فيلم «نساء و نساء» لسعد الشرايبي. ان السينما المغربية تزخر أيضا بالعديد من الممثلات المقتدرات من مختلف الأجيال و اللواتي تم تتويجهن في مختلف المهرجانات داخل المغرب و خارجه، و تزخر حاليا بلادنا بمخرجات شابات واعدات في الأفلام الطويلة و القصيرة الروائية و الوثائقية سبق لبعض أفلامهن أن فازت بجوائز مختلفة داخل المغرب و خارجه.