من نجوم الفن والسينما من ينسحب إلى الظل للحفاظ على صفاء مجده وأسطورته، ومنهم من يشوه سمعته بتسخير منجزاته لخدمة قضايا سخيفة أو تسريب صورته في إشهار «بائخ». منذ أن ظهرت عام 1965 في فيلم «وخلق الله المرأة»، لروجيه فاديم، تسلقت الممثلة والمغنية بريجيت باردو سلم النجومية لتتحول بسرعة إلى أيقونة عالمية. لكن بعد انسحابها عام 1973 من عالم الفن والسينما برصيد 48 فيلما و80 أغنية، اكتشفت الكلابَ والحميرَ والبغالَ والأكباشَ والقططَ لتجعل منها قضية القضايا... ولتحولها إلى رأس حربة نضالها الصليبي ضد المسلمين، بحجة أن هؤلاء «وحوش» لأنهم، باسم طقس الحلال، يمارسون التعذيب المنهجي أيام عيد الأضحى في حق الأكباش. ولم تتردد في تعليب المسلمين في توصيفات حاقدة ومشينة، عرضتها لخمس محاكمات رفعتها جمعيات حقوقية وإنسانية. غير أن مفعول الأحكام التي صدرت في حقها كان كَصبّ الماء على الرمل، إذ دأبت باردو، في كل مناسبة إسلامية مقدسة، على استدعاء الإعلام لفتح شدقيها ضد الإسلام والمسلمين. وتعود آخر خرجاتها الحقودة إلى 11 غشت الماضي، يوم حلول شهر رمضان، لما صرحت بعبارة مستفزة قالت فيها: «أحتقر رمضان». وفي باب المزايدات العنصرية المناهضة للعرب والمسلمين، لم يتردد جان ماري لوبان، رئيس الجبهة الوطنية، في الإدلاء بدلوه المعهود في الموضوع، فخلال عرض لفيلم وثائقي عن زعيم الجبهة الوطنية، تحت عنوان «آخر معارك لوبان» من إخراج توما راغي، أمكن للجمهور الوقوف على طبيعة المشاعر التي يكنها للعرب، حيث تمت مشاهدة جان ماري، في إحدى اللقطات التي صورها المخرج، في بلدة مانوسك بجنوب فرنسا خلال حملته للانتخابات الجهوية محاطا بصحفيين ومصورين. وأمام كاميرا مخرج البرنامج، صرح بطلاقته المعهودة: «اشتريت بيتا ريفيا لأبنائي الذين يقطنون بالمقاطعة الخامسة عشرة لأتيح لهم التمتع بمشاهدة البقر بدل مشاهدة العرب. تعرفون أن هذا النوع من التصريحات لا يحرجني البتة». الغريب هو أن الصحفيين الحاضرين آنذاك كتموا فحوى هذا التصريح، حتى جاء عرض الفيلم الوثائقي على قناة Public Sénat ليوفر، مرة أخرى، البرهان على «الحب» الذي يكنه العنصري لوبان للعرب. وهكذا، وهو على وشك مغادرة رئاسة الجبهة الوطنية، لم يفقد لوبان من زخم سمومه. المأساة هي أن خليفته المرتقب، سواء أكان هو ابنته ماري لوبان أم برينو غولنيش، «ملقح» بدوره ضد العرب والمسلمين. في الأخير، ما الذي يجمع بين العنصريين بريجيت باردو وجان ماري لوبان؟ حبهما للبقر وكراهيتهما للعرب!