سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جائزة «السعفة الذهبية» لمهرجان كان تعود لفيلم «العم بونمي» من تايلاند الفقر، الهجرة والأزمة المالية.. قضايا هيمنت على الأفلام المشارِكة في مهرجان «كان»..
فاز فيلم «العم بونمي الذي يتذكر حيواته السابقة»، للمخرج التايلاندي أبيشاتبونغ ويراسيثاكول، بجائزة «السعفة الذهبية» لمهرجان كان السينمائي في دورته ال63. ولم يكن الفيلم التايلاندي من بين الأفلام الأوفر حظا للفوز ب«السعفة الذهبية»، إذ كانت الأنظار موجهة أكثر نحو فيلم «سنة أخرى»، للمخرج مايك لي، وفيلم «رجال وآلهة»، للمخرج كزافيي بوفوا، وفيلم «شعر» للمخرج شانغ-دونغ لي، وهو نفس الاختيار الذي أكده نقاد دوليون استطلعت رأيَهم مجلة «سكرين»، بترشيحهم الأفلام المذكورة... ويحكي لمايك لي، الحائز على السعفة الذهبية عام 1996 عن «أسرار وكذب»، في فيلمه الجديد «سنة أخرى» عن بريطانيين في خريف العمر، ويلي هذا الفيلم في رأي النقاد «رجال وآلهة» للفرنسي كزافييه بوفوا، المستوحى من اغتيال الرهبان الفرنسيين في الجزائر عام 1996، ومن بين الأفلام التي كانت أيضا في نظر النقاد الأوفر حظاً أيضا «روت إيريش» للبريطاني كين لوتش، و«أميرة مونبانسييه» للفرنسي برتران تافرنييه. من جانبها، اعتبرت «ذي غارديان» أن لجنة التحكيم كانت ستكون أكثر جرأة لو اختارت فيلم «سعادتي» وهو أول فيلم قاتم وقاس للأوكراني سيرغي لوزنيتسا. وشدد النقاد الفرنسيون على إعجابهم بفيلم مايك لي، فضلاً عن فيلم الكوري الجنوبي لي شانغ دونغ بعنوان «شعر» الذي يصور جدة تهرب من عنف العالم من خلال الشعر. تكهنات النقاد لم تتوافق واختيارات لجنة التحكيم إلا في ترشيح الممثل الإسباني خافيير بارديم في فيلم «بيوتيفول» للمخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليس أنياريتو، حين اعتبرته الأوفر حظاً بالنسبة إلى فئة أفضل ممثل، والتي عادت إليه مناصفة مع الإيطالي إيليو جيرمانو عن «حياتنا». فيما فازت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش بجائزة أفضل ممثلة، عن دورها في فيلم «نسخة طبق الأصل»، للمخرج الإيراني عباس كياروستامي. وشكرت بينوش المخرج الإيراني بعد تسلمها الجائزة وقالت، وقد غلب عليها التأثر: «ما تشعر به وراء الكاميرا التي تحبك هو أجمل معجزة». كما حملت لافتة كُتب عليها اسم المخرج الإيراني جعفر بناهي، المسجون في طهران. باقي النتائج توزعت كالتالي: جائزة لجنة التحكيم لفيلم «رجل يصرخ»، للمخرج التشادي محمد صالح هارون، جائزة أفضل إخراج للمخرج الفرنسي ماتيو أمالريك، عن فيلمه «جولة». جائزة أفضل سيناريو للفيلم «شعر»، للمخرج الكوري الجنوبي شانغ-دونغ لي. الجائزة الكبرى للمهرجان لفيلم «رجال وآلهة»، للمخرج الفرنسي كزافيي بوفوا. فيلم «العم بونمي الذي يتذكر حيواته السابقة»، الحائز على «السعفة الذهبية»، فيلم يصطحب المُشاهد إلى عالم مليء بالخيال والترفيه والشاعرية. ويروي الفيلم قصةَ رجل مُسنّ مصاب بمرض في الكلى ويتلقى العناية من طرف أفراد عائلته. ويلتقي الرجل، من خلال مجريات الفيلم، زيارة زوجته المتوفاة وزيارة ابنه الذي يأتيه في صورة «غوريلا» بأعين حمراء. كما أن الفيلم يُظهر، من حين إلى آخر، أشباحا وأشكالا غريبة وحيوانات خيالية على الشاشة. ويتبنى الفيلم إيقاعا بطيئا وأحيانا غريبا يترك الباب مفتوحا أمام خيال المشاهد لتفسير أحداث الفيلم بطريقته. كما أن المَشاهِد الأخيرة من الفيلم تقدم صورا تطبع ذاكرة المتفرج. وكانت الأفلام المشاركة في دورة العام 2010 قاتمة، في أغلب الأحيان، وتعكس عالماً قلقاً من مسائل رئيسة مثل الأزمة الاقتصادية والفقر والحرب والمهاجرين غير الشرعيين والصعوبات التي يواجهها الأزواج... وبالنسبة إلى مسابقة «نظرة خاصة»، فاز الفيلم الكوري الجنوبي «ها ها ها»، للمخرج هونغ سانغسو، وعادت «جائزة التحكيم» لفيلم «أكتوبر» من البيرو للمخرجين دانيال ودييغو فيغا. في حين عادت جائزة التمثيل للمسابقة ذاتها لثلاث ممثلات عن الفيلم الأرجنتيني «الشفتان» للمخرجين إيفان فاند وسانتياغو لوزا. وفيلم «ها ها ها» عبارة عن استعادة ذكريات صديقين، الأول مخرج والثاني ناقد سينمائي يكتشفان، من خلال الحديث عن ماضيهما، أنهما عاشا التجربة نفسَها في قرية ساحلية جنوب البلاد... وقد استعمل مخرج الفيلم تقنية «الفلاش باك» ومَشاهِدَ بالأبيض والأسود للمزج بين الحاضر والماضي، وذلك وسط قالب كوميدي، وهو ما يفسر عنوان الفيلم «ها ها ها»... وقد تم إنشاء مسابقة «نظرة خاصة» عام 1978، من طرف رئيس مهرجان «كان»، جيل جاكوب. وتهدف المسابقة إلى مكافأة فيلم من بين قرابة 20 فيلما تشارك كل سنة، لأنه عالج، حسب لجنة التحكيم، قضية ما بنظرة خاصة وأسلوب فريد ومبتكَر. ويتلقى الفائز دعما ماديا يساعده في توزيع فيلمه داخل فرنسا. وفي رأي بعض الجهات، فإن مهرجان «كان» الدولي السينمائي في دورته ال63، افتقد الأفلام الكبرى والتي كانت منتظَرة، ولكنها لم تُنجَز في الوقت المناسب للمشاركة، وفق ما أفادت به نشرة «هوليوود ريبورتر». وأوضحت النشرة أن هوليوود كانت ممثلة بآخر أفلام أوليفر ستون وودي آلن ولايمن وريدلي سكوت، إلا أن الإنتاج الأمريكي المستقل غاب عن الدورة ال63. وعلى مستوى المشاركة العربية، وكعادتها، فإنها ما زالت تتسم بالضعف. وأرجع بعض النقاد والسينمائيين ذلك، وبالأخص خلال الدورة ال63 لمهرجان «كان» السينمائي، إلى قلة الإنتاج وإلى كون معظم الأفلام تكون موجّهة إلى المشاهد العربي فقط. ولوحظ هذه السنة، وجود أفلام كثيرة تتحدث عن العرب لكن تم إخراجها أو إنتاجها من قِبَل غير العرب، مثل فيلم «اشتراكية»، للمخرج الفرنسي جان لوك جودار، الذي تحدث عن الفلسطينيين، أو فيلم «رجال وآلهة»، للمخرج الفرنسي كزافيي بوفوا، والذي تحدث عن قضية الرهبان الذين تم اغتيالهم في الجزائر، بالإضافة إلى فيلم «الطريق الأيرلندي»، للبريطاني كين أوتش، وهي الطريق التي تربط بين مطار بغداد والمنطقة الخضراء، وهو الفيلم الذي تحدث عن غزو العراق. وقد شهدت المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» مشاركة فيلم عربي واحد فقط هو «خارجون عن القانون»، للمخرج الفرنسي من أصل جزائري، رشيد بوشارب.