أعاد الحكم سيشرن من دولة موريشيوس للأذهان الأخطاء التحكيمية الفادحة التي تتدخل بشكل ربما يكون مقصودا لتغيير النتيجة وليس فقط التأثير على سير أحداث المباراة كما يقال دائما عند أي صافرة تخرج في غير موضعها. فما فعله سيشرن مساء أول أمس السبت، في مباراة تونسوغينيا الاستوائية في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية يرتقي إلى درجة الجريمة الكروية عندما احتسب ضربة جزاء لم يراها غيره في الملعب وربما هو أيضا لم يراها ولكنه احتسبها لحاجة ما في نفسه أو لتعليمات جاءته من هنا أو هناك. ضربة الجزاء التي جاء منها هدف التعادل لأصحاب الأرض في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي والتي أعادت غينيا للمباراة بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من توديع البطولة بعد أن تقدمت تونس بهدف ستظل علامة سوداء في جبين الكاف ومسؤوليه وعلى رأسهم الكاميروني عيسى حياتو. فالحديث لم يتوقف منذ أيام عن مجاملات ومؤامرات تدبر بالليل بين عيسى حياتو رئيس جمهورية الكاف ورئيس غينيا الاستوائية لرد الجميل للأخير الذي أنقذ الاتحاد الإفريقي وقبل استضافة البطولة في الوقت الضائع بعد أن رفضت المغرب إقامتها خوفا من الايبولا. المثير أن كليهما كان جالسا في المقصورة الرئيسية حين ارتكب سيشرن الجريمة التحكيمية التي من المؤسف أنها ستمر مرور الكرام. وقبل ذلك، كان "حياتو" قد أشار بيده لرئيس غينيا الاستوائية، بعدما أضاع أحد لاعبيها هدفاً واضحاً، قبل منح الحكم ضربة الجزاء الخيالية. وإذا كان ما فعله سيشرن في هذه اللقطة جريمة فما حدث في الوقت الإضافي جريمة أكبر حين ارتكب رقما قياسيا من القرارات العكسية ضد تونس بشكل قد يدخله موسوعة غينيس. إلى ذلك، واصل المنتخب التونسي معاناته من عقدة المواجهة مع أصحاب الأرض ودفع ثمن مجاملات الحكام للبلد المضيف ليودع بطولة كأس الأمم الأفريقية الثلاثين بالخسارة 1/2 أمام منتخب غينيا الاستوائية. وفقد المنتخب التونسي (نسور قرطاج) فرصة التأهل للمربع الذهبي للبطولة للمرة الأولى منذ تتويجه باللقب على أرضه في نسخة 2004 فيما بلغ منتخب غينيا الاستوائية المربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخه بالبطولة والذي يقتصر على مشاركتين فقط حيث كانت المشاركة الوحيدة السابقة له عندما استضافت بلاده البطولة أيضاً في 2012 بالتنظيم المشترك مع جارتها الجابون وخرج الفريق من دور الثمانية. ويلتقي منتخب غينيا الاستوائية في المربع الذهبي يوم الخميس المقبل مع الفائز من المباراة التي جمعت أمس بين منتخبي غاناوغينيا في دور الربع للبطولة. وانتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي ثم سجل أحمد العكايشي هدف التقدم للمنتخب التونسي في الدقيقة 70 ليكون الهدف الثالث له في البطولة ويقتسم صدارة قائمة هدافي البطولة مع الكونغولي تيفي بيفوما ومع خافيير بالبوا نجم غينيا الاستوائية الذي سجل هدفي فريقه في مباراة أول أمس في الدقيقتين الثالثة من الوقت بدل الضائع للمباراة من ضربة جزاء والدقيقة 102 . وجاءت ضربة الجزاء المثيرة للجدل مع بداية الوقت بدل الضائع للمباراة لتقلب اللقاء لصالح غينيا الاستوائية وتفتح الطريق أمام أصحاب الأرض لقلب تأخرهم إلى فوز وتأهل تاريخي للمربع الذهبي وتمنع نسور قرطاج من تحقيق أول فوز لهم على المنتخب المضيف في تاريخ مشاركاتهم بالبطولات الأفريقية.