سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجزائر وجنوب إفريقيا توظفان منبر الاتحاد الافريقي للاساءة للمغرب // الدكتور خالد شيات للعلم: الجزائر تراهن على الرقعة الافريقية الأكثر فسادا في العالم والاتحاد الافريقي بلغ أحط مستويات إشتغاله السياسي
كما كان متوقعا مكنت الضغوط و سياسة الابتزاز الرهيبة التي مارستها الجزائر خلال الأسابيع الأخيرة في إستصدار قرار من قمة الاتحاد الافريقي المنعقدة بأديس أبيبا يدعو الدول الأعضاء في الاتحاد و كافة المنظمات إلى مقاطعة منتدى كرانس مونتانا الذي تحتضنه مدينة الداخلة المغربية منتصف شهر مارس المقبل.. الجزائر التي قام وزير خارجيتها لعمامرة بحملة إفريقية مكثفة قبل أيام للتصدي قاريا لكل المكاسب التي حققتها الرباط مؤخرا فيما يتصل بملف وحدتها الترابية , انتهزت مناسبة انتقال مقعد الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الى نظيره الزيمبابوي روبرت موغابي لتشحن أقدم رئيس بإفريقيا و البالغ من العمر 91 سنة لكي يختتم قمة أديس أبيبا بخطاب ناري قطر فيه الشمع بطريقة ببغائية على الرباط و استفاض في مدح و الثناء على أولياء نعمته بقصر المرادية الذين لم يؤولوا جهدا رغم كل التحفظات التي أبدتها وفود إفريقية لتنصيب دكتاتور إفريقي موضوع عدة عقوبات سياسية و إقتصادية أوربية و أمريكية و الممنوع شخصيا من التنقل و السفر الى عدة دول رئيسا دوريا للاتحاد الإفريقي الذي أضحت هياكله رسميا تحت تأثير القبضة المزدوجة للجزائر و جنوب إفريقيا ما جعله يفقد بوصلة إتجاهه الصحيح و يتناقض جذريا مع أهداف تأسيسه كاطار قاري . الخطوة الجزائرية المتجلية في حشد الدعم و التعبئة من أجل فرض قرار إفريقي بمقاطعة منتدى كريس مونتانا الذي يلتئم من 12 الى 14 مارس المقبل بمدينة الداخلة للتداول في إشكالات التعاون جنوب جنوب تنبع من تخوف الدبلوماسية الجزائرية المجروحة الكبرياء من أن يشكل الحدث الدولي دفعة سياسية و دبلوماسية قوية و جديدة للرباط شهرا قبل مناقشة مجلس الأمن الدولي لملف النزاع المفتعل في الصحراء بهدف تمديد فترة إنتذاب بعثة المينورسو . المحللون يعتبرون القرار الافريقي تحصيل حاصل و تعبيرا واضحا عن ورطة الجزائر ورد فعل طبيعي لحالة الانزعاج و السعار التي تنتاب حكام الجزائر في أعقاب إنكشاف فضيحة الاستيلاء و تحويل المساعدات الإنسانية الأوربية الموجهة الى تندوف ثم فقدان الديبلوماسية الجزائرية لهامش واسع من المبادرة و المناورة الديبلوماسية بعد التطمينات التي قدمها مؤخرا الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون لجلالة الملك في شأن مهام الوساطة الأممية في ملف الصحراء و تأكيد بان كي مون شخصيا على حياد و موضوعية الأجهزة الأممية في مباشرة هذا الملف و هو ما يعني ضمنيا أن الجزائر و معها اللوبي المترصد بالمصالح العليا للمملكة أضحى رسميا مجردا من ورقة كريستوفر روس و علاقاته مع المغرب التي كان ينوي توظيفها دبلوماسيا و إعلاميا ضد الرباط . في تعليقه على خطوة الاتحاد الافريقي و الدور الجزائري المرادف له يعتبر الخبير في العلاقات الدولية الدكتور خالد شيات أن هذا الأمر يكشف تقلص مجال النفوذ الجزائري في علاقته بقضية الصحراء إلى المجال الأفريقي. وهو دليل أيضا يوضح نفس المصدر في إتصال بالعلم على نفوذ الجزائر باعتباره أمرا بديهيا تمليه عوامل متعددة منها أنه يهم الرقعة الأكثر فسادا في العالم مضيفا أن محور الجزائر/ جنوب افريقا يعبر من خلال ذلك على توافقات جديدة بخصوص بعض قضايا القارة الإفريقية وعن تسخينات قبيل متابعة أشغال مجلس الأمن . و فيما يتعلق بمشروعية و مصداقية موقف الاتحاد الإفريقي في مجال العلاقات الدولية يؤكد الدكتور شيات أن اعتبار انعقاد مؤتمر بالداخلة مسألة مخالفة للقانون الدولي أمر مردود عليه لكون الداخلة في القانون الدولي هي من اقليم الصحراء ومجال من مجالات تهتم الأممالمتحدة بإيجاد حل لها. ولا يمكن بأي حال تعطيل المؤتمرات الدولية لأسباب سياسية لكون رفض أو قبول المشاركة في المؤتمر لا تدخل في مجالات الاعتراف الضمني بوضع الصحراء بالنسبة للدول المشاركة وتبقى تبعا لذلك الدولة المنظمة حرة في تحديد مكان انعقاده في دائرة مجالها الترابي الذي تعتبره كذلك الخبير في العلاقات الدولية يعتبر من جهة أخرى أن الاتحاد الأفريقي هو في احط مستويات اشتغاله سياسيا ويعكس ذلك رئيسه الحالي له الذي هو أكبر مثال على الفساد والديكتاتورية وآخر من يمكنه الحديث عن احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها أو الدفاع عنه.