يقترب الشرق الأوسط من شفير حرب جديدة بين الدولة العبرية وحزب الله اللبناني الشيعي المقرب من إيران، ترتفع مؤشراتها بالتصعيد العسكري الأخير الذي يعد الأعنف منذ سنة 2006، بعدما قتل الحزب جنديين إسرائيليين وأصاب سبعة آخرين في قصف على مزارع شبعة اللبناني للتي تحتلها إسرائيل أمس، استهدف قافلة عسكرية إسرائيلية، لترد الأخيرة بقصف القرى الحدودية بالجنوب اللبناني متسببة في مقتل جندي إسباني من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. حزب الله، أوضح بأن العملية نُفذت انتقاماً لمقتل ستة من عناصره القيادية وجنرال إيراني قبل عشرة أيام في غارة إسرائيلية على مدينة القنيطرة السورية قرب الجولان المحتل. في هذا السياق، توضح الإعلامية اللبنانية، تحية قنديل من بيروت، أن العملية التي تمثلت في إطلاق صواريخ ضد مزارع شبعة المحتلة استهدفت قافلة عسكرية إسرائيلية اعترفت إسرائيل بأن من بين المصابين ضابط كبير من لواء "بُولات" الإسرائيلي، الذي يعرف بالقوة الضاربة في الجيش الإسرائيلي. واعتبرت قنديل، أن رد حزب الله على الغارة الإسرائيلية الأخيرة كان متوقعاً، لكن المكان الذي تم اختياره كان في صالح الحزب، لأن مزارع شبعة منطقة لبنانية محتلة والموقف الرسمي اللبناني يقر حق المقاومة لتحريرها. مشيرة إلى أن مرحلة حبس الأنفاس لا تزال مستمرة، لأن من الصعب إصدار حكم إذا ما كانت حدود الضربة والرد عبر عملية المقاومة ستقف عند هذا الحد لإعادة قواعد اللعبة لسابق عهدها، أم أن إسرائيل ستدفع المنطقةَ في اتجاه مغامرة جديدة غير محسوبة العواقب. وتشدد الإعلامية اللبنانية، على أن المواقف وردود الفعل ربما تؤشر على استبعاد احتمالات التهور، خاصة أن هناك مواقف عبر عنها الإعلام الإسرائيلي، تعتبر الغارة الإسرائيلية واستهداف عناصر من حزب الله والمسؤول الإيراني، كانت خطأ وكانت ورقة انتخابية لصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. الأخير، هدد بأن حزب الله سيدفع ثمن هجومه غاليا، محملا كلا من بيروت ودمشق عواقب الهجمات التي تنطلق من أراضيهما نحو الدولة العبرية، خلال اجتماع الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة لبحث التطورات الأخيرة التي اختتمت على وقع انقسام بين تيار يطالب بالتصعيد وآخر يدعو إلى احتواء الأزمة، وفيما طالبت إسبانيا الأممالمتحدة بفتح تحقيق فوري وشامل لتحديد حيثيات مقتل الجندي الإسباني، دافعت واشنطن عن ما سمته بحق حليفتها إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة حزب الله. وبطلب من فرنسا، بحث مجلس الأمن أول أمس، التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل ومساعي التهدئة لمنع أي تصعيد في الأوضاع.