شنّ الخبير الإعلامي البارز , والرئيس السابق للجنة التسليح في البرلمان الألماني )البوندستاغ( ، يورغن تودينهوفر , هجوما حادّا على سياسات الغرب مع المسلمين المقيمين فيه وتجاه الدول الإسلامية. وقال تودنهوفر في مقابلة مع صحيفة "دي تاغستسايتونغ "الألمانية ، إن الغرب مريض بعقدة التفوق ولا يعترف بالعنصرية الخفية الموجودة فيه ، موضحا أن كثيرا من الغربيين يعتقدون في قرارة أنفسهم أن حياة شخص أوروبي أكثر قيمة من حياة آخر مسلم. واعتبر تودينهوفر, الذي شغل , حتى منتصف العام الجاري ، منصب نائب رئيس مجلس مجموعة بوردا الإعلامية الدولية العملاقة, أن السياسة الغربية تجاه العالم الإسلامي تعاني بشدة من غطرسة لا حدود لها, وتتعمد إغماض أعينها عن مسلمات بديهية. وضرب مثلا لهذه المسلمات, مشيرا إلى أن 45 دولة إسلامية موجودة في عالم اليوم , لم تشن واحدة منها هجوما ضد أي دولة غربية خلال القرنين الأخيرين. وذكر أن الغرب ، وليس المسلمين , هو وحده من شن الحروب الصليبية الدامية , وأطلق شرارة الحملات الاستعمارية والحربين الكونيتين الأولى والثانية، وارتكب الهولوكوست ، وشارك في عمليات الإبادة الواسعة للبشر تحت حكم الشيوعيين السوفيات والصينيين. وعبر السياسي والإعلامي الألماني الشهير عن تعجبه من وصف 83% من الألمان في استطلاع للرأي أجري مؤخرا للمسلمين, بأنهم متعصبون، ورأى أن هذا الاستطلاع أظهر جهل مواطنيه بالعالم الإسلامي ، وعدم إدراكهم أن الغربيين هم المتعصبون الحقيقيون، ونوه إلى أنه لم يلمس قيم ودّ الغريب وإكرام الضيف بشكل حقيقي إلا في العالم الإسلامي. واتهم يورغن تودينهوفر الغربيين بممارسة سياسة خارجية غير أخلاقية, والتفلت من كل المعايير والقيم والقوانين خلال الحروب. وقال إن الغرب حول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد ستين عاما من صدوره إلى سراب ووعود جوفاء. وأشار إلى أن الاحتلال العسكري الأميركي في العراق وطِئ بأقدامه مبدأ احترام الكرامة الإنسانية الذي يمثل أهم مبدأ في إعلان حقوق الإنسان، واعتبر أن الأميركيين مارسوا أسوأ صور احتقار كرامة البشر بتعاملهم مع العراقيين كما لو كانوا أشباه حيوانات وسماحهم لمجنداتهم بسحب المساجين العراقيين عراة بسلاسل في رقابهم كالكلاب. ولفت تودينهوفر ذالذي تصدر كتابه عن المقاومة العراقية قائمة أكثر الكتب الألمانية بيعًا في العام الجاريذ إلى تدهور الأوضاع المعيشية والصحية والأمنية في عراق ما بعد الاحتلال بشكل كارثي مقارنة بما كانت عليه في عهد الرئيس الراحل صدام حسين. ورأى أن الحكومة الحالية في بغداد لا تمثل أغلبية المواطنين في بلد يرزح تحت احتلالين أميركي وإيراني، ورفض اعتبار إجراء الانتخابات في العراق خطوة نحو حقوق الإنسان. وقال إن العراقيين , الذين قتلت القنابل والرصاصات الأميركية أحبتهم , لن يشكروا جورج بوش على سماحه لهم بالمشاركة في انتخابات عبثية. واعتبر السياسي والإعلامي الألماني البارز أن حروب الإرهاب الأميركية , تمثل في حقيقتها برامج سريعة لتفريخ الإرهاب، وقال إن نجاح الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما في حل المشكلات العالمية ، مشروط بمده يده للعالم الإسلامي وتعامله معه على أنه ندّ , ومعاملته بصورة عادلة مثلما تعامل إسرائيل.