هل صادفت فتاة متنمرة من قبل ؟ هل شعرت أنها قنبلة على وشك الانفجار؟ إذًا احذرها مرة واحذر زوجتك المتسلطة العنيدة ألف مرة ، فجبروت كلاهما ما هو إلا رد فعل عكسي للتربية الشرقية الذكورية التي تعتمد في المقام الأول على التمييز بين الرجل والمرأة. يؤكد الطب النفسي أنه لا يوجد فرق بين الشخصية المتسلطة والأخرى العنيدة، فهم يقترنون ببعضهم، وربما كانت صفة العناد هي السمة السلوكية المسيطرة، وهي صفة إنسانية موجودة في الرجل والمرأة على السواء. التربية الشرقية تجهض طاقات البنات ويوضح الدكتور إسماعيل كلامه لمجلة عربية قائلاًً: كل فتاة تمتلك قدرات وطاقات إيجابية غير ظاهرة ولن تموت ولا بد من استخدامها لتحقيق الأهداف لكن في ظل هذا الأسلوب الشرقي في التربية تجهض الطاقات، وتحبط القدرات فيتم تحويرها والتواؤها، وبشكل غير واعٍ من جانب الفتاة أو المرأة، فتأخذ صورة العناد أو السيطرة أو الهيمنة، التي تعد وسيلتها الوحيدة للتعبير. مقهورة اجتماعياً يرى الدكتور إسماعيل أن المرأة أكثر عناداً ، وذلك بسبب طبيعتها العاطفية، ويتابع: في عالمنا العربي كثيراً ما تكون الزوجة الأم مقهورة من جانب الرجل الزوج، فإذا أنجبت الولد نجدها تحكم سيطرتها عليه، تقربه ناحيتها، تكسبه بصورة غير واعية، لتحقق رغباتها في التصدي للزوج أو الأخ، وكأنها ترد بذلك قهرها الاجتماعي التاريخي. نظراً لضعف الأزواج أما الدكتورة عزة كريم المستشار بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية ، فترجع تسلط الزوجات إلى ضعف شخصية الأزواج . وتوضح قائلة: هناك نسبة كبيرة من الزوجات (حوالي 45% )، يتصفن بالسيطرة والتسلط في تعاملاتهن الحياتية الزوجية، وقد يصل الأمر إلى حد قهر الزوج، ليصبح بعد فترة التابع المطيع المستسلم لأمرها. مشيرة إلى أن السبب يرجع إلى ضعف شخصية الزوج، أو إلى غيابه المستمر في عمله مما يجعل دفة البيت بيد الزوجة، وقد يكون السبب هو أن صعوبة الحياة ومشاكلها تجعل بعض الأزواج لا يستطيعون مواجهتها وحدهم، فيلجأ الواحد منهم لزوجته، فتفرض سيطرتها. القوية في حاجة للحنان للدكتور محمد فكري عيسى، مدرس الطب النفسي بجامعة عين شمس ، رأي آخر ، فهو يرى أن المرأة التي تبدو قوية ومتسلطة من بعيد، يتضح عند التعامل معها عن قرب أنها مرت بظروف عصيبة في حياتها، وقوتها هذه نتيجة ما هي إلا محاولة للنجاة بنفسها من طمع الآخرين فيها، لذا ينصح الزوج عند التعامل مع هذا النوع من النساء بأن يتحلى بالمزيد من النعومة والرومانسية حتى تشعر المرأة بالأمان وتكون على طبيعتها، لأنها في النهاية أنثى في حاجة إلى الحب والاهتمام والهدايا أيضاً . ويرى أيضاً أن المرأة المسيطرة لا وجود لها إلا في عقل الرجل فقط ، فهو يتوهم أن زوجته تريد السيطرة عليه عندما يكون غير قادر على منحها وقت للمناقشة في قرارات الأسرة إنه لا يقوى على إقناعها بوجهة نظره، وبالتالي يريح نفسه ويلبي رأيها مع اعتقاده أنه مجبر وهي مسيطرة ، الغريب في الأمر أن هذا الزوج قد يعتقد أيضاً أنه مضحي بشخصيته وسعادته لتسير المركب بأمان ، ولكنه في الحقيقة يريد أن تنتهي نقاشاته مع زوجته بأقل حديث واحتكاك ممكن. للزوجات فقط يقدم خبراء الصحة النفسية مجموعة من النصائح للزوجات العنيدات والمتسلطات ، تساعدهن على التخلص من تلك العادات السلبية وتساعدهن أيضاً على تربية بناتهن بطريقة سليمة : العناد يكشف ضعفك، فلا تظهري قليلة الحيلة. 80% من أسباب انحراف المراهقات ترجع إلى عنادهن، فهذبي مشاعر ابنتك كي لا تندفع إلى المجهول. تعودي على المشاركة والتعاون. بسيطرتك ستتناسين حاجتك للشعور بقوة الرجل، وقدرته على تحقيق الأمان والاستقرار لك ولأسرتك. يفشل الزواج في سنواته الأولى إذا أصررت على سيطرتك وعنادك، وقد يستمر لسنوات مع لجوء الزوج إلى أخرى، بسيطة مطيعة. لا تصيدي الأخطاء، وتفتعلي المشاجرات المستمرة مما يسرع في تصدع الأسرة وتشتيت شملها. لا تصري على شراء أشياء وكماليات لا تحتاجين إليها، بينما ظروف زوجك المالية لا تسمح. كوني متفهمة، سوية في القول والتصرفات، بذلك تتركين أثراً نفسياً وتربوياً وانفعالياً سليماً عند أولادك. كيف تتعامل مع زوجتك العنيدة؟ للأزواج نصيب من النصائح ، فخبراء علم النفس يقدمون له نصائح قيمة من أجل الأسلوب الأفضل للتعامل مع الزوجات العنيدات والمتسلطات . قلص عناد زوجتك عليك باحترام مشاعرها، وكن مثل قطعة الإسفنج التي تمتص الغضب والعناد. عليك الاعتياد على فن الحوار، وفن تهوين المشكلات الصعبة مثل الحبيب الذي «يبلع الزلط، لا العدو الذي يتمنى الغلط». انتبه إلى أن عنادها يشير إلى عدم تكيفها مع الظروف المحيطة. فابحث عن الحل. كن حليماً قدر الإمكان، وتكلم معها بما قلّ ودل، واجعل حديثك معها هادئاً ومفيداً، يحمل طابعاً إيجابياً، بعيداً عن الثرثرة مع الاحتفاظ ببعض الغموض. احرص على أن يكون كلامك في مكانه من دون تقلب. خذ وقتاً لترتاح إن اشتدت الأمور، وابدأ في محاسبة نفسك، وعاتب زوجتك بأسلوب جاد على نقاطها السلبية. لا تلجأ لأسلوب المقارنة، بالجارة، زوجة أخيك، ابنة خالك، فلكل أسرة عالمها المنفصل. الصمت والتجاهل هما قمة العقاب في العلاقة الزوجية، من دون أن تقسو عليها بالكلام، أو تمد يدك لتؤذيها، فهذا ينقص من هيبتك ورجولتك.