صدر الجزء العاشر من مشروع الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «في البناء الحضاري للعالم الإسلامي» ضمن منشورات المنظمة (1429 ه 2008 م). وينطلق د. التويجري من حقيقة كون تجديد البناء الحضاري على المستوى العالمي، مسؤولية جماعية إنسانية، تتحمّل أعباءها النخبُ الفكرية والثقافية والعلمية والإعلامية، كما تنهض بها القيادات السياسية ذات الضمائر الحيّة التي تخلص في عملها وتوظف قدراتها ومواهبها لخدمة الإنسان، وللارتقاء بالحياة فوق هذه الأرض. ولذلك فإن تجديد البناء الحضاري للعالم الإسلامي لا ينبغي أن يتم بمعزل عن تجديد البناء الحضاري للعالم أجمع، باعتبار أن أيّ خير يصيب المسلمين، سيُصيب بالضرورة الإنسانية جمعاء بدون استثناء. وهو الأمر الذي يؤكد وحدة العمل من أجل ازدهار الحياة الإنسانية وإقرار الأمن والسلم في العالم، وإشاعة قيم التسامح والتعايش ونشر ثقافة العدل والسلام. فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نجدد حضارتنا الإسلامية دون أن نكون مساهمين في تجديد الحضارة الإنسانية بصورة عامّة. إن العالم اليوم كما يؤكد التويجري في أشدّ الحاجة الى تضافر جهود أولي النهى والفطنة والإرادة الخيّرة والنوايا الطيّبة، الذين يؤمنون بالقيم الإنسانية المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات جميعا، من أجل إنقاذ البشرية مما يتهددها من مخاطر محدقة بها صادرة عن هيمنة العنصرية والتعصّب وروح الاستعلاء والغطرسة والاعتداء بالقوة والنفوذ. فهؤلاء هم رواد إصلاح العالم، وإعادة بناء النظام العالمي الإنساني على أسس ثابتة من المبادئ الأخلاقية والمثل الرفيعة والقيم السامية، حتى يتم إقامة العلاقات الدولية على قاعدة الإخاء الإنساني، والوفاء باحتياجات الإنسان وتطلعاته نحو عالم جيد تسوده روح العدل والسلام، وتعلو فيه راية الحق والقانون الدّولي الذي تبلور في القرن العشرين في ميثاق الأممالمتحدة، وفي المواثيق والإعلانات والعهود والاتفاقات المعتمدة من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي قرارات مجلس الأمن، وفي الوثائق الصادرة عن المنظمات الدولية في العديد من المجالات. يقع هذا الكتاب في 388 صفحة من قطع كبير.