في خطوة تؤشر على عودة الدفء للعلاقات بين الرباطوطهران، أكدت وكالة الأنباء الإيرانية «فارس»، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، صادق على مقترح تقدم به وزير خارجيته، يروم تعيين سفير جديد في المغرب، وبموازاة ذلك تشير مصادر مطلعة من الخارجية المغربية إلى قرب تعيين سفير جديد للمغرب في إيران. ويقرأ ملاحظون في هذا المستجد الدبلوماسي، تعبيرا عن مدى سعي إيران إلى إعادة مد جسور التواصل مع المغرب، وترميم العلاقات الثنائية بين البلدين بعد قطيعة دامت لأزيد من 5 سنوات، إثر توترها عقب التراشق على خلفية موقف المغرب المتضامن مع البحرين، حول تصريحات مسؤولين إيرانيين تمس سيادة هذا البلد. في هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، تاج الدين الحسيني، أن الإجراء كان متوقعا منذ مدة طويلة، فاستمرار وضعية القطيعة بين البلدين كانت له أسباب انتهت منذ مدة، على اعتبر أن السبب الرئيس المباشر لها، كان هو الحدث البحريني الذي زال بعودة العلاقات بين طهران والمنامة، إلى جانب أسباب أخرى مرتبطة بالمد الشيعي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأكد الحسيني، في تصريح ل»العلم»، على كون إيران بعد نهاية حكم نجاد ومجيء روحاني، وبعد رياح الربيع العربي، تطمح للعب دور استراتيجي في المنطقة إلى جانب دول أخرى مركزية كتركيا والسعودية، وهو الأمر الذي يحتم عليها ترسيخ علاقاتها مع الفرقاء الاستراتيجيين في المنطقة مثل المغرب الذي يضطلع بدور هام في منظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المنظمات. كما أن المغرب، يضيف نفس المحلل، بإمكانه أن يلعب دور الوساطة بين إيران وبعض الدول كالإمارات العربية المتحدة، في إطار تقريب وجهات النظر حول جزر أبي موسى وطنب الكبرى والصغرى المحتلة، وتجاوز الحساسيات وخلق نوع من التعايش مع بلدان الخليج مبني على حسن النوايا، مما يمثل مسلكا لإعادة إدماج إيران في المجتمع الدولي.