استضافت قناة سكاي نيوز في برنامجها "الأولى" الاعلامي المغربي توفيق بوعشرين مدير جريدة أخبار اليوم ، وخصصت الحلقة لمناقشة موضوع بدء انفراج العلاقات الثنائية المغربية الايرانية وتحدث بوعشرين للقناة عن المستجدات التي دفعت بالمغرب وايران إلى تبني خيار إعادة العلاقات بين البلدين و التفكير جديا في إعادة فتح سفاراتيهما بكل من الرباطوطهران بعد 5 سنوات من القطيعة ، وأرجع بوعشرين هذا القرار إلى التغيرات الجيوستراتيجية التي عرفتها منطقة الشرق الاوسط والانفتاح الغربي على ايران وخاصة من طرف أمريكا، اضافة إلى اهتمام عدد من دول الخليج ، و تأتي بعد المبادرة التي تقدمت بها ايران ، فخلال يناير المنصرم حضرت في اجتماع لجنة القدس وأعقبها لقاء بين مولاي رشيد ومسؤول ايراني ، ثم مباحثات بين وزيري خارجية البلدين . وبخصوص سؤال حول وجود توقيت محدد في الكواليس بخصوص الاعلان رسميا عن عودة العلاقات بين البلدين ، فأكد بوعشرين أنه لا توجد حاليا أجندة محددة ،وأن الأمر يتعلق أساسا بتصفية المناخ بين البلدين،و الاتهامات التي وجهها المغرب قبل قطع العلاقات ، باتهام السفارة الايرانية بنشر التشيع ، وكون الدبلوماسية الايرانية على صلة بالعديد من الشباب عملت على استمالتهم إلى المذهب الشيعي ، وحتى السياسية الخارجية كان لها دور في اتخاذ المغرب موقف المقاطعة حين اعتبرت ايرانالبحرين المقاطعة رقم 14 ، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الخارجية المغربية وأصدرت عقبه بيانان تنديديا ، وحتى ملف الصحراء فكانت ايران تسعى به إلى نزع الاعتراف بأحقيتها في الجزر الاماراتية ،مقابل سحب الاعتراف بالجمهور الوهمية ، دون اغفال منحها للجمهورية الوهمية مكتبا بطهران والذي تم اغلاقه في وقت لاحق في زيارة لعبد الرحمن اليوسفي . وبخصوص انتفاء أسباب قطع العلاقات فاعتبر بوعشرين العلاقات بين الدول يحكمها منطق " لاتوجد صداقات دائمة ولا عداوات دائمة بين الدول بل هناك مصالح " و الرباط تسعى إلى تشكيل استراتيجية في المنطقة ، وخاصة وأن امريكا تتجه إلى آسيا بعد فشلها في تدبير امور الشرق الاوسط والذي كلفها حروبا ، والرباط لا تريد أن تبقى بعيدا عن كل ما يدور في الخليج ، ومن جهة أخرى فإن ايران تعهدت باحترام الوحدة السنية للمغرب ، فمنذ مجيئ الرئيس الجديد حسن روحاني فقد تغير منظورها للدول العربية ، عوض السلوك المتشتج في عهد أحمدي نجاد ،كما أن ايران تعتبر أن مجالها الحيوي هو العالم العربي. وقد أعلنت ايران عن نيتها في إعادة العلاقات المغربية الايرانية على لسان نائب وزير الخارجية وهو التقارب الذي تعامل معه المغرب بنوع من التريث ، واعتبر بوعشرين طبيعة الدبلوماسية المغربية هي التي ساهمت في ذلك لكونها"متحفظة ولا تتسرع في الاعلان عن اعادة مثل هذه العلاقات " وخاصة وأنه لا توجد علاقات اقتصادية تجمع البلدين وإنما هناك رغبة في عقد علاقات سياسية بالدرجة الأولى ، دون اغفال تضرر الجارة الجزائر في عودة المياه إلى مجاريها بين البلدين لكون طهران كانت من المدعمين للبوليساريو.