من موقعي كرئيس لجمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ الثانوية الإعدادية إمام مالك، سوف لن أخرج عن السياق العام، حيث الإقرار الرسمي والشعبي بأزمة المنظومة التعليمية بالمغرب. وإذا كان جلالة الملك قد خصص خطابا للتعليم باعتباره أحد ركائز دولة التنمية والحداثة، معتبرا أن أزمة التعليم يجب أن تتحمل كل الأطراف مسؤوليتها من أجل تعليم وطني قادر على النهوض بمستقبل هذا الوطن، فلا تنمية بدون مؤسسة تعليمية وطنية مدخلها الأساسي المدرسة العمومية. وإذا كانت تقارير المجلس الأعلى للتعليم تصب في كل حيثيات الأزمة التعليمية، فإن تنصيب المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي الجديد يأتي في لإطار إشراك كل مكونات المنظومة التربوية والتعليمية، والأزمة ليست في المدرسة العمومية، بل في التربية والتكوين، وبالتالي هناك إدراك مبدئي أن لا تعليم بدون محيطه الاقتصادي والاجتماعي. ما مساهمة هذا النوع من الجمعيات لإخراج المدرسة المغربية من الأزمة؟ نحن جزء من منظومة التعليم، نؤثر ونتأثر بكل حيثيات وتجلياتها، وبتالي نحن نؤمن أننا جزء من المسؤولية، وعلينا تحملها بكل وطنية وصدق. نحن اعتدنا أن نوجه اللوم لجهة محددة ( الوزارة، النيابة المعلم، الأستاذ...) وكأنهم فقط المعنيين بهذا الواقع، والحقيقة أننا مسؤولون باعتبارنا شركاء من جهة ومن جهة ثانية نحن أول من يقيم مستوى الأبناء من اليوم الأول لدراسة، وبالتالي تأتي جمعية أمهات وأولياء التلاميذ لتحمل المسؤولية، أولا للآباء والأمهات تحسيسيا، حتى يساهموا في الرقي والنهوض بالمستوى العام للأبناء، ومن ثم المساهمة والمشاركة الفعالة في كل الفضاء التعليمي والدراسي لأبنائهم، شعارنا «المدرسة هي الدار هي البيت» إن تجربتنا في جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ وللولاية الثانية كتجربة شخصية، استطعنا قدر الإمكان أن نساهم بفضل الجمعية وشركائها، وعلى رأسهم عمالة إقليمالعرائش، من خلال مصلحة برنامج التنمية البشرية التي بنيت على فلسفة حكيمة تقوم على اعتبار الإنسان جوهر التنمية، وفي هذا السياق استطعنا أن نحقق داخل جمعيتنا بمؤسسة إمام مالك مشروع تحويل المؤسسة التعليمية إلى مؤسسة رقمية، حيث ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بخلق فضاء مناسب يجاور المؤسسة من خلال ملعب القرب. ونحن في الجمعية آثرنا الانتباه بخطورة المحيط الخاص بالمؤسسة عبر المراسلات المتعددة، فتم تلبية مجموعة من المطالب وعلى رأسها: التشجير، الإنارة، الأمن، الترصيف. رغم أننا لا زلنا نطالب بإلحاح بالقضاء على ظاهرة الباعة المتجولين الذين يحومون بكل محيط المؤسسة مؤثرين، مشوشين على عملية التلقين الدراسي داخل مؤسسة إمام مالك. الفدرالية الوطنية مستاءة من عدم إشراكها في العديد من المبادرات الوزارية للتربية والتكوين؟ نحن في الجمعية نعاتب الفدرالية باعتبارها إطارنا الوطني، الممثل لكل الجمعيات المحلية والمؤسساتية، أولا لأنها لم تكلف نفسها عناء الاتصال بنا، والإطلاع على ظروف اشتغالنا وإمكاناتنا والصعوبات التي تعترضنا، أتمنى من الفدرالية أن تكون أكثر انفتاحا على جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، لأن نجاحها في مهامها مرتبط بإطاراتها الفاعلة على صعيد كل التراب الوطني. أما بخصوص السؤال، فهو تتبع شخصي وليس تنظيمي، فأنا من موقعي أعتبر أن أي إقصاء للفدرالية من طرف الوزارة، فهذا خرق للدستور المغربي الذي ينص على أن المجتمع المدني مشارك للمؤسسات العمومية في صنع القرار، وتتبع تنفيذه. هل أنتم راضون على أداء الوزارة؟ من قناعاتي التي راكمتها خلال تجاربي أن لا أخلط موقفي السياسي في عملي المدني إن أزمة التعليم نتاج سنوات طويلة. وعلى المستوى الإداري المحلي، أي على مستوى نيابة وزارة التربية والتكوين المهني بإقليمالعرائش، باعتبارها المخاطب الرسمي لنا، فإنني أؤكد أن أبوابها مفتوحة أمامنا، ونحن لا نلجأ لها إلا بمقترحات بديلة عمليا وليس تسولا، لأننا مقتنعون أننا طرف في المعادلة ، وفي هذا الصدد أريد أن أثير الانتباه إلى أننا أعددنا مشروعا ندوم كن خلاله إلى تحويله مؤسسة إمام مالك إلى مؤسسة نموذجية على المستويات التالية : على المستوى البيئي: مشروعنا يرتكز على أن البيئة مدخل أساسي لتعليم سليم ، هذا التعليم نريده من خلال هذا المشروع هو دمج أبنائها في المنظومة الكونية للبيئة، التي صارت تشكل هاجسا للدول والمؤسسات والأفراد، من خلال انجاز مشتمل على مساحة 60 مترا مربعا يكون التلاميذ هم الأساس في عملية تحقيقه وصيانته والرقي به، في الارتباط مع جزء أساسي من المشروع يشكل النقطة الثانية على المستوى البيئي،فكرتها أنها الخلفية التطبيقية للمشتل، إنها الحديقة المعلقة على مساحة 100 متر مربع . على مستوى ثقافة الإعلاميات. نحن مقتنعون أن مشروعنا مترابط متكامل، فكان أن برمجنا قاعة للإعلاميات، لان الإعلاميات هي فضاءات لاكتساب تجارب ناجحة دولية بيئيا، تسمح للتلاميذ الاضطلاع عليها، كما أن لهذه القاعة أهداف أخرى تتمثل في حق التلاميذ في استغلالها، أثناء الساعات الفارغة، إما لغياب أستاذ مبرر، أو أثناء ساعات الفراغ المبرمجة في الجدول الزمني، هذه القاعة على مساحة 60 متر مربع. إن هذا المشروع هو مشروع متكامل من خلال أن الجمعية أعدت كل الترتيبات المطلوبة. فهو مشروع أعددنا له بطاقته التقنية وتصاميمه الهندسية وتكلفته المادية، ونأمل أن تتم مساعدتنا على إنجازه. ما هي مقترحاتكم للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي؟ نحن نعلم جيدا حدود اشتغالنا، ونعلم أن التمثيل في المؤسسات الوطنية من قبيل المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، متعلق بالمؤسسات الوطنية والجهوية، وإن كل الأشخاص الذي تم تعيينهم هم أناس مرتبطون مباشرة وبصفة أقل مباشرة بالمنظومة التعليمية، وأعتقد شخصيا أنهم في المكان المناسب، نظرا لكفاءتهم ومعرفتهم وعلاقتهم بالمحيط العام للتعليم بالمغرب. ما يهمني هو النتائج التي سيتوصل إليها المجلس الأعلى، وآنذاك سيكون لي موقف محدد، ليس كشخص، بل كمؤسسة التي أتشرف برئاستها. رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ الثانوية الإعدادية إمام مالك