البويوسفي إدريس تهميش أعضاء المجلس الإداري للأكاديمية نظمت أكاديمية التربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة بتعاون مع مديرية المناهج والحياة المدرسية يوم الخميس 28 مايو 2009 ، لقاء دراسيا حول الارتقاء بالحياة المدرسية وآليات تفعيل مشروع المؤسسة – مدرسة النجاح – وحسب البلاغ الصحفي، فهذا ا اللقاء يأتي انسجاما مع مقتضيات إصلاح المنظومة التربوية، القائم على التواصل والمشاركة الفعالة للأطر التربوية في جميع المراحل الإجرائية؛ لبلورة المشاريع على المستوى الميداني. وقد أطر هدا اللقاء فريق القيادة المركزي، ومدير الأكاديمية، وشارك في أشغال اللقاء نواب الوزارة بالجهة، و 54 مديرا، و 30 مفتشا من جميع الأسلاك، بالإضافة إلى 28 مسئولا من أطر الأكاديمية ونياباتها، إضافة إلى منسقي المشروعين 9 و 10 بالبرنامج الاستعجالي . ويبدو للوهلة الأولى أن الشأن التعليمي، سواء مع المخطط الاستعجالي، أو هذا الارتقاء المزعوم بالحياة المدرسية، أصبح شأنا خاصا بالمسئولين عن القطاع فقط، دون الأخذ بعين الاعتبار بقية الشركاء، ومنهم أعضاء المجلس الإداري للأكاديمية – هذه الآلية هي الأخرى تعطلت، أو أريد تعطيلها – وخاصة ممثلي جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ؛ باعتبارهم يمثلون شريكا أساسيا وحقيقيا للمؤسسات التعليمية، وللمنظومة ككل. ويبدو أن منطق الإقصاء أصبح مفروضا في توجهات الوزارة، فكان من السهل أن تنتقل العدوى إلى باقي المسئولين، مع العلم أن الجهات الرسمية ما فتئت تغني أغنية التدبير ألتشاركي، إلا أن هذا التدبير يبقى مجرد شعار، في حين يسهل على مسؤولينا حينما يراودهم حلم، يسعون إلى تنفيذه على أرض الواقع، كخلق مدرسة النجاح، ومدرسة التميز، ومدرسة... وكأننا نتحدث عن مدرسة ثلاثية الأبعاد، في حين أن المدرسة العمومية المغربية تتوفر على آليات في حاجة إلى سند قانوني فقط لتفعيل أدوارها، كمجلس التدبير، والمجالس التعليمية، كما أن المدرسة تجد إلى جانبها وبشكل مستمر جمعية الأمهات والآباء وأولياء التلاميذ، بإمكاناتها المادية والمعنوية، وبفعالية أعضائها الذين أصبحوا واعين أكثر من أي وقت مضى بالأدوار الحقيقية المنوطة بهم للإسهام في النهوض بأدوار المدرسة . إن مشروع مدرسة النجاح لن يكون سوى آلية من الآليات المتهرئة، وكأنها الباطل الذي أريد به حق، فبدل شراكة حقيقية بين المدرسة، وكل الفاعلين التربويين، والمجتمع المدني، وعلى رأسهم جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بترسانتها القانونية، وإمكاناتها المادية والمعنوية، وتجاربها؛ بدل كل ذلك، نبحث عن آلية أخرى، هي مجرد حلم طفولي، وكأنه طائرة ورقية تحركها الرياح، ثم تمزقها بعد حين. إن وثائق الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلامذة بالمغرب، أبانت عن عزم أكيد لدعم المنظومة التربوية باقتراحات بناءة، روج لها في العديد من الملتقيات، بل رفعت في مذكرة لوزير التربية الوطنية بتاريخ 30 مارس 2008 ، إلا أنها لم تجد الآذان الصاغية. وعلى ما يبدو، فإن مدرسة النجاح تصب في اتجاه الرد الغير المباشر على هده المذكرة، وكأنها قتل عمد، مع سبق الإصرار والترصد؛ لأدوار جمعيات الأمهات والآباء والأولياء، وخلق آلية رسمية من داخل المدرسة في مواجهة آليات المجتمع المدني التي أبانت عن فعاليتها في أكثر من ملتقى، إن على المستوى الوطني، أو الجهوي، أو المحلي. وما يزيد الأمر غموضا، هو أننا والى حدود كتابة هذه السطور، فقد وجدت مسؤولين ببعض المصالح النيابية ذات العلاقة، لايعلمون شيئا عن هذا المشروع، ولا يتوفرون على أي وثيقة توضيحية، بل حتى أولئك الذين تم استدعاؤهم، لايتوفرون على معلومات كافية عن هذا المشروع إلا ما راج داخل اللقاء الدراسي من كلمات ليست كالكلمات؛ لأن الذين جاؤوا لترويج هذه البضاعة، جاؤوا لفرضها على أصحاب الشأن، مع تغييب الديناميكية المجتمعية، القادرة على النقاش ،والتعديل، والإضافة، وليس مناقشتها واغناءها.." إن هي إلا وحي يوحى" ... يريدون أن تتحول المدرسة إلى مدرسة النجاح، في ظل الارتجال، والعشوائية وسوء التدبير، فوزارتنا مولود برأسين، أحدهم يغني بالمخطط الاستعجالي، والآخر بدأ يغني لمدرسة النجاح؛ بعد أن كان يحلم بها، ويبدو أنهم سيبرهنون للعالم أجمع، وللمواطن المغربي، أنهم قد حققوا النجاح بفضل المذكرات التي تحدد نسب النجاح في السنوات النهائية لكل الأسلاك سلفا، كما هو وارد في مذكرة تهييئ الدخول المدرسي 2009/2010 – 90% بالابتدائي، و80 %بالاعدادي، و60% بالثانوي التأهيلي – وبلوغ هذه النتائج سيؤثر على ما يعرف بعتبة النجاح التي ستتدحرج اإى أقل من المعدل؛ مما سيجعل منظومتنا تستمر في محاربة الأمية داخل المدرسة العمومية؛ مادام كل شيء متحكما فيه بشكل فوقي. في الأخير، لايسعنا الا أن ندعو كافة المسؤولين عن القطاع؛ إلى ترسيخ شراكة حقيقية بين الأجهزة الرسمية، وجميع الفاعلين في مجال التربية والتعليم؛ بما في ذلك جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، وكفانا من تسييس القطاع الأكثر حيوية وإنتاجية؛ في مجتمع عبر ويعبر عن انتظارات كبيرة لإصلاح حقيقي، يساهم في ربط المؤسسة بسوق الشغل، والانفتاح على محيطها، وتدبير شراكات حقيقية؛ حتى نجعل المدرسة المغربية تلامس جزءا من طموحات الشعب المغربي في الشغل، والارتقاء الاجتماعي. ولننطلق من قناعة، قوامها أن حقل التربية والتعليم، أرض خصبة ومعطاء، في حاجة إلى إصلاح حقيقي، وليس لجرار حديث الصنع، بدون بذور مختارة.. فالبذور المختارة، هم الشركاء الحقيقيون بضمائرهم الحية؛ كعنصر بشري، و مجتمع مدني قادر على العطاء و المساهمة في بناء مجتمع المواطنة الحقيقية والحداثة، والديمقراطية... فكفانا من تهميش الفاعلين، وتدبير القطاع ؛انطلاقا من قرارات لايجد أحد نفسه بها، فبالأحرى تفعيلها . البويوسفي إدريس عضو المجلس الإداري لأكاديمية سوس ماسة درعة للتربية والتكوين ممثل جمعية أمهات وآباء وأولياءالتلاميذ الثانوي التأهيلي