كاد وزير التشغيل عبد السلام الصديقي ان يجر جلسة مجلس النواب الثلاثاء الماضي نحو المشاحنة والتوتر لولا تدخل عدد من الاطراف لتلطيف الاجواء. وخيم الهدوء والحوار على اطوار الجلسة الى ان خاطب الوزير احد النواب من الفريق الدستوري قائلا « لست مؤهلا للحديث عن طلبة الماستر». وتدخل اثر ذلك نورالدين مضيان في اطار نقطة نظام ليشير الى ان سؤال تشغيل حاملي الماستر الذي طرح لم يستفز احدا وان جواب الوزير غير مفهوم ليتساءل «من يراقب الآخر؟»، وليطالب الوزير بسحب كلامه كي تستمر الجلسة. وقال مضيان في ذات الاتجاه «نحن نعرف قيمة الوزير الاخلاقية كنائب وكوزير وصاحب السؤال شاب يجب ان يشجع ولا يقمع بهذه الطريقة، وان لم يكن البرلماني مؤهلا فمن المؤهل اذن؟». واضاف «ليس عيبا ان ننبه الوزير الى ضرورة الاستماع، ربما تلك فلتة لسان ان نقول لعضو برلماني لست مؤهلا فأي مكانة نوليها للشباب بمثل هذا الخطاب؟». بشرى برجال اكدت في تدخلها ضرورة التعامل بالاحترام قائلة «نحن نخبة، برلمانيون ووزراء، لسنا هنا من اجل الاستفزاز وانما نقوم بدورنا التشريعي، وكبرلمانية لا اقبل ان ينعت برلمانيا بانه غير مؤهل فهذه نظرة سلبية للمؤسسة التشريعية». الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان اكد ان الاجواء لا تسر لكنه نبه النواب الى الالتفات الى خرق ارتكبه النائب في التعامل مع الوزير قائلا في هذا الصدد: «النظام الداخلي لا يسمح بادارة وضبط الجلسة الا لرئيسها او رئيستها، ولا يعقل ان يتوجه نائب الى عضو في الحكومة ويقول له « راني كنهضر معاك او «كاتسمعني» و»اذا لاحظ اي نائب او نائبة ان هناك اخلالا في حقه بالكلام او الانصات فلا بد ان يتوجه للرئاسة، اما التخاطب المباشر فهو غير مقبول». وعقب الشاوي بلعسال رئيس الفريق الدستوري على الشوباني قائلا كنا نود من الوزير تلطيف الاجواء بدل ان يغلط في حق النواب مضيفا ان الجميع يحترم ويقدر وزير التشغيل الذي يعرف معنى مراقبة العمل الحكومي. تدخلات اخرى من فرق الاغلبية اعتبرت ان الزلة حدثت من الجانبين وبالتالي ينبغي ان تكون سعة الصدر من الطرفين والتحلي بروح المسؤولية وطي هذه الصفحة. امام هذا طلب الوزير عبد السلام الصديقي الكلمة ليؤكد ان المؤسسة يطغى عليها الحوار السياسي وان التعبير فقط خانه وانه يُكِن التقدير لكل الاعضاء والعضوات وحجم المسؤولية الواقعة على عاتقهم، مضيفا انه كان تحت ضغط الوقت الذي لم يسعفه لتقديم التوضيحات التي كان يود الادلاء بها. وعاد الشاوي بلعسال ليؤكد مجددا سمات الوزير التي ابان عنها من خلال تدخله الاخير ليعلن باسم نائب الفريق الدستوري عن الاعتذار عما صدر في حق وزير التشغيل.