واجهت الجماهير الغفيرة التي حجت مساء أول أمس الثلاثاء لحضور مباراة نصف نهائيات كأس العالم للأندية البطلة التي جمع فريقي كروز المكسيكي و ريال مدريد الإسباني بمدينة مراكش صعوبات كبيرة وصلت حد معاناة حقيقية استمرت لساعات طويلة ، و بدأت المعاناة من الطريق السيار التي عرفت في المساء اكتظاظا و ازدحاما كبيرين دون أن تبادر السلطات المسؤولة بإتخاذ إجراءات استباقية ، خصوصا و أن هذا الإزدحام تسبب في حوادث سير خفيفة زادت في حدة الاكتظاظ ، حوادث السير هذه لم تلق هي أيضا أي اهتمام حيث لم تحضر فرق الدرك الملكي . و كانت المعاناة الحقيقية للجماهير أثناء الدخول إلى أرضية الملعب التي عرفت ازدحاما كبيرا جدا بسبب سوء التنظيم ، حيث خصص المنظمون بابا وحيدة لدخول عشرات الآلاف من الجماهير من الراجلين بيد أن باقي جميع الأبواب الأخرى خصصت لدخول السيارات ، و وجدت الجماهير الغفيرة نفسها مضطرة لقطع مسافات طويلة مترجلة ، تائهة لا تجد من يدلها و كانت في كل باب تسأل عمن يرشدها و لكن لا مجيب ، و لم يكن هناك غير آلاف من قوات الدرك و القوات المساعدة و الشرطة و أشخاص مدنيين يفتقدون إلى أبسط مكونات التأهيل و الذين كانوا يكتفون بإهانة الجماهير حيث يأمرونهم بالإبتعاد عن سياج الملعب ، و قطعت هذه الجماهير مسافات طويلة لتجد نفسها أخيرا أمام باب واحدة مزدحمة بجميع ألوان الطيف الأمني حيث كان يدخل الجمهور واحدا واحدا وسط حزام أمني ضيق رهيب و خيل للداخل إلى الملعب أنه يلج معتقلا لأن أعضاء الحزام الأمني كان أشد الحرص على استفزاز الداخلين من الجماهير . المثير حقا أن المجال كان خاليا تماما من علامات التوجيه و الإرشاد و لم تكن هناك أية علامة استرشادية ، و لذلك بعدما ينفد الجمهور من الحزام الأمني يجد نفسه أمام معاناة أخرى تتمثل في اليه في الفضاء العام للملعب و يبدأ في رحلة البحث عن البوابة الخاصة به ، و بعد أن يجد هذه الباب واجه الجمهور الغفير مشكلة كبيرة أخرى و تتعلق بالعثور على مقعد للجلوس حيث اتضح أن أعدادا كبيرة جدا من الجماهير لم تجد مكانا رغم أنها اشترت تذاكر رسمية بمبالغ جد مرتفعة و بقي الآلاف من الأشخاص واقفون في حالة تذمر كبيرة . و مما زاد في حجم معاناة الجماهير تلك الإجراءات الأمنية الجد مبالغ فيها حيث حضرت قوات الأمن من درك ملكي و قوات مساعدة و الشرطة و أشخاص مدنيين ، و الغريب أن هذه الحشود الكبيرة من التعزيزات الأمنية لم يكن لها أي دور يذكر اللهم خلق أجواء من الرعب و الهلع و تخويف الجماهير بما يعني أن قوات الأمن قامت باستعراض عضلاتها . المعاناة لم تقف عند هذا الحد ، بل تواصلت إلى ما بعد المباراة أثناء الخروج من الملعب حيث واجهت صعوبات كبيرة و حقيقية حيث لم تنجح جحافل قوات الأمن و المنظمين في ضمان خروج مرن للجماهير الغفيرة التي عانت من الإزدحام و التدافع و طالت هذه المعاناة لأكثر من ساعتين كاملتين ، كل هذه العوامل و الصعوبات و المعاناة تسببت في سيادة أجواء توتر حقيقي لدى الجماهير التي عبرت عن ندمها التنقل إلى الحضور في هذه المباراة ، و لعل هذا ما يبرر الشعارات التنديديك التي رفعتها الجماهير أثناء المباراة و ذكرت وزير الشبيبة و الرياضة بالإسم .