رامية السهام في العراق، بطلة العراق في السهم والقوس، البطلة العالمية "سجا حسين" هي قعيدة الكرسي منذ زمن بسبب ما حل في العراق من كوارث، هي تمشي فيه في البيت وأيضا في ساحات العالم، تذهب للمسابقات الرياضية على كرسيها المتحرك كرامية سهم تصيب الهدف في الصميم مرات ومرات وتحوز على لقب العالمية! لا تزال "سجا حسين" تواجه التحديات وهي على الكرسي المتحرك غير قادرة في ساحات الرياضة لا على الركض ولا على المشي بل هي قادرة على أن ترمي السهام وتصيب الهدف. شاهدتها على شاشة إحدى القنوات وهي تعلن لمقدم البرنامج عن إصابتها بمرض السرطان. قالت ذلك ونزلت دمعتها على خدها ورددت القول "لا حول ولا قوة إلا بالله"! في هذا القول ومن بين دموع عينيها أصابتني أنا هذه المرة وسددت الهدف في سويداء القلب، لأنها إبنة العراق التي ترفع لا العلم العراقي بل ترفع إسم العراق عاليا. وهذا الوطن الذي أسمه العراق ينام ويغفو على مساحات نفطية وأخرى من الزئبق الأحمر وثالثة من الكبريت. هذا الوطن غير قادر على أن يرسل إبنته المتألقة للعلاج وهي في حال صعبة لا تمكنها من العلاج. جلست أمام زوجها وأولادها وهي تعلن عن إصابتها بالمرض الخبيث، مرض السرطان، مرض الوطن! فمن يطلق السهم اليوم لو غابت عنا سجا حسين، ونحو سويداء أي قلب من قلوب هذه الأمة يوجه السهم ليوقظها من سباتها! لا يمكن لأي إنسان يرى ذلك اللقاء المتلفز وسجا حسين على الكرسي المتحرك الذي حركت مشاعر المجتمع الدولي بتسديدها الهدف في كل مرة في صميم الهدف، لم تستطع تحريك مشاعر الدولة العراقية كي ترسلها للعلاج .. كم برميل من النفط يحتاج علاج البطلة سجا حسين؟! كم برميل من النفط من تلك التي تصدرها حركة الإرهاب داعش وتبيعها للبلدان معدومة الضمير لتشتريها بدراهم معدودات. سادتي، لا والله لستم سادتي، بل أنتم سادة التخلف .. لم يبادر ولا "شريف" منكم في زيارة هذه السيدة المقعدة والتي دهمها السرطان فوق ذلك وبعد ذلك وأصابها في الصميم، الصميم العراقي، تاركا دموعها تروي قصة الوطن العراقي الجريح الذي مات فيه المبدع. سيدتي سجا حسين: سهم أصاب وراميه بذي سلم من في العراق .. لقد أبعدت مرماك! سينمائي وكاتب عراقي مقيم في هولندا [email protected]