سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قضية تسريبات «كريس كولمان» تكشف عن حجم تجسس الجزائر ضد المغرب: المخابرات الجزائرية تتوفر على شبكة عملاء كبيرة في المغرب وتسخر عتادا استخباراتيا جد متطور وتستثمر أموالا طائلة
أشرت القضية التي أضحت مشهورة بتسريبات «كريس كولمان» على الأهمية البالغة والاستثنائية التي توليها المخابرات الجزائرية عبر جهازها «المديرية المركزية للأمن الخارجي «للتجسس على المغرب والسعي نحو اختراق مؤسساته. وقبل الغوص في بعض من تفاصيل خطة التجسس التي أعدتها وتنفذها هذه المديرية ضد المغرب، لابد من التوضيح بأن مصادر إعلامية جزائرية معارضة أكدت أن (كريس كولمان 24) ماهو في الحقيقة إلا اسما مستعارا تستعمله المديرية المركزية للأمن الخارجي الجزائرية في محاولة لإبعاد الشبهات عنها، وتضيف أن اختيار الإسم تم بعناية كبيرة حيث أن كريس هواسم شخصي مسيحي بيد أن «كولمان» هو اسم عائلي يهودي. وعودة إلى موضوع التجسس الجزائري على المغرب، فإن المخابرات الجزائرية تعتبر أن المغرب أهم رهان استخباراتي أمامها لاعتبارات كثيرة، منها على الخصوص أن المغرب أهم دولة ديمغرافية في المنطقة، وأهم دولة من حيث الموقع الجغرافي، ناهيك أنه البلد الأكثر خلافا ونزاعا مع الجزائر، لذلك يهم السلطات الجزائرية معرفة كل كبيرة وصغيرة، خصوصا وأن الجزائر، تدبر ملف النزاع حول الصحراء المغربية بطريقة مباشرة وعبر ربيبتها جبهة البوليساريو الانفصالية، وأن الجزائر تعتبر هذا النزاع مصيريا في الحسم في مستقبل المنطقة برمتها. وإذا كانت المعلومات المسربة تؤكد أن الجزائر اقتنت خلال السنوات القليلة آخر التكنولوجيات المستعملة في التجسس والتخابر، وأضحت من الدول الأكثر تقدما في هذا الشأن، خصوصا وأن مسؤوليها يعتبرون أن الجزائر معرضة للمخاطر من جميع دول الجوار من موريطانيا والنيجر ومالي وتونس وليبيا والمغرب، إلا أن المسؤولين الاستخباراتيين ركزوا في عملهم الاستخباراتي على المغرب. وذكرت مصادر إعلامية جزائرية معارضة أن الجزائر تتوفر فعلا على شبكة كبيرة من العملاء والجواسيس داخل المغرب، وتضم تنظيمات من المجتمع المدني وصحافيين وغيرهم، وتستثمر المخابرات الجزائرية مبالغ مالية خيالية جدا لتمويل خطتها الاستخباراتية لتحقيق ثلاثة أهداف كما تحددها المصادر الإعلامية المذكورة: 1 مراقبة ما يجري في المغرب وخاصة في منطقة الصحراء وبناء شبكات تجسس لاستعمالها للتخريب عند الحاجة. كما حصل في قضية مخيم أكديم إزيك. 2 مراقبة كل صغيرة وكبيرة تتعلق بقضية الصحراء المغربية 3 جمع ما يكفي من المعلومات عن الحركات الإسلامية السلفية والمعارضين للحكم في المغرب، وجمع كل المعلومات التي تستثمر في المغرب وخاصة شركات التنقيب عن البترول والغاز. وتؤشر المعطيات المتوفرة أنه رغم الأموال الطائلة التي وظفتها المخابرات الجزائرية للتجسس ضد المغرب، فإن النتائج المحصلة في هذا الشأن تبقى هزيلة.