يكن معلوما ان الأمل في ان يستمع لنا شباب الاخوان يكاد يكون معدوما، فاليقين الذي في داخلي هو ان شباب الجماعة يجب ان يخضعوا لعلاج نفسي قبل أي شيء، فقد وصل الأمر عندهم الى حد مرضي مستفحل، فيه انكار للواقع، ووهم بامتلاك الحقيقة، واعتقاد بالنقاء العنصري، فضلا عن الشعور المتضخم بالاضطهاد، الذي يجعلهم يعيشون في حالة نفسية فريدة تدعوهم لمحاربة الجميع دفاعا عن الاسلام الذي يتعرض في اعتقادهم لحرب ابادة!. لا أقول هذا الكلام من باب التخمين ولكنه عن خبرة ودراية بما يدور في نفوس هؤلاء الشباب، ومنذ أيام جاءت لي عبر البريد الالكتروني رسالة من أحد شباب الاخوان، وهي تعبر عن الذي يدور في عقول الشريحة العظمى منهم، ولذلك أنقلها لكم بأخطائها اللغوية لأهمية ان نقرأ عقولهم وقلوبهم ونفسياتهم: (هذه رسالة لك من ابن بار من أبناء الاخوان المسلمين صغير السن ولكن علمنا الدين ان النصيحة لا تخضع للسن ولكن يحكمها الاخلاص، كنتُ من مهاجمي الاخوان لا من باب خالف تعرف ولا لهوى ولا لمنصب ولا لجاه لا والله حاشى لله ولكن لأني كنت انتقد فكرهم الذي أراني الاعلام وأعداء الاخوان أنهم يريدون السلطة وأنهم يريدون تحكيم شرع الله وهذا ليس عيب لا والله ولكن كنت انتقد وسائل ذلك فكنت اقول كيف يطلبون السلطة وعندما يحصلون عليها لن يستطيعوا ان يقيموا شرع الله وان أقاموه فكيف يطبق على شعب غير مؤهل لهذا الأمر، ولكن بعد ما تقربت من الاخوان وانضممت اليهم ولله المنة والفضل فانا لا اعرف كيف حدث هذا الا أني اعرف ان الله تعالى أراد بي خيرا، وجدت نفسي والاخوان نفكر نفس التفكير ووجدت تفكيري هو نفس تفكيرهم هم لا يريدون حكما ولكن يريدون اصلاح المجتمع الذي من خلاله هو الذي سوف يطالب بالحكم بالاسلام، في بلاد ليس فيها اسلام، هي للجاهلية أقرب، وبعد ما تقدمت داخل الصف وبدأت احمل معهم أعباء الدعوة اكتشفت شئ مهيب عظيم، أتريد ان تعرفه هو مدى التضحية والجهد والبذل والعطاء الذي يبذله هؤلاء الفئة لا من اجل سلطة ولا مال، ولكن من اجل الله عز وجل، وهيا أبرهن لك على ذالك ماذا استفيد أنا الفرد الذي يقبع في قرية من القرى الصغيرة التي هي احد قرى المحافظة من تولي الاخوان السلطة، سيقول قائل ايوه هتستفيدوا أنكم سوف توظفون، ويا ليته يحدث وماذا غير التوظيف هل سنستفيد من أموال البلد وهل يعقل نحن الذين نحرم أنفسنا وأهلنا مما لذا وطاب حتى ندفع من أموالنا لكي تسير الدعوة ان نمد أيدينا لكي نأخذ جنيه واحد سحت من أموال الشعب، نحن الآن أيها الأخ على استعداد للشهادة في سبيل الله لكي يعود الرئيس محمد مرسي للحكم، ومن جعل من نفسه مشروع شهيد فلن يبحث عن قرش صاغ، الخلاصة أني أريد ان أقول لك اذا كان هذا فكرنا أبناء الاخوان الذين لم نرقي لأي منصب داخل الجماعة فما بال أناس مثلك عاشت مع الجماعة وصالت بالطول والعرض ثم تأتي لتغالط الجماعة في أفكارها وتشق الصف وتشمت أعداء الله قبل ان أقول أعداء الجماعة فيها لأنهم سبيل دعوة الله ومن عاداهم فهو يعادي الله، فانا زي شباب الاخوان مقتنعون تمام الاقتناع بهذا الفكر الذي يحارب الكفر ويواجه الكفار فهل هم على خطأ والقلة التي لا تتجاوز عددها أصابع اليد مثلك هي على صواب، أرجوك واطلب منك أمرين اما ان تعود الينا ويكفيك فخرا أنك كنت من أبناء الاخوان وأما ان تنسحب في صمت ولا تشق الصف مع العلم ان تأثيركم في الصف والله لا ينقص من قدر الجماعة الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر، ونحن نقول لك وفر عليكم الجهد والوقت نحن اخوانك نقول لك لن نسمع لكم ولن نصدقكم ولن نقابلكم ولسنا راضين عنكم وسنصم أذاننا عنكم وعن تشويهكم للجماعة، وفي الختام ما هذه الا نصيحة من ابن من أبناء الاخوان سيهب حياته للجماعة ليكون شهيدا عند الله. والسلام على من اتبع الهدى أخوك/احمد علي). انتهى الخطاب ولكن لم تنته القصة، وبغض النظر عن شخصية الراسل وعما اذا كان اسمه صحيحا أم مستعارا الا ان الأمر جد خطير ويحتاج الى جهود كبيرة من كل الأمة.