"في اللغة" كتاب ألفه ضمن مجموعته اللسان الأستاذ إدريس بن الحسن العلمي، جمعه وقدمه وأخرجه ولده الدكتورأمل بن إدريس بن الحسن العلمي. وهوكتاب يعالج عبقرية اللغة العربية وآراء المفكرين العرب والغربيين حولها وما تمتازبه عن غيرها من خصائص من اشتقاق وقياس ونحت وإيجازودقة وإعراب وثروة وسعة تدرج في مراتب الأشياء؛ يقوم بمقارنات بنيوية وأسلوبية بين اللغة العربية واللغة الفرنسية تبرزمعها عبقرية لغة الضاد وتفوقها على اللغة الفرنسية من حيث الإيجازوالدقة في التعبيروجزالة اللفظ وتركيب الجمل... ومن أهم ما جاء فيه خدمة لمستقبل اللغة العربية،"مشروع معجم المعاني العربي" الذي سبق للمؤلف بسطه واقتراح منهجه وموضوعه في بحث قيم مفيد نشرفي العدد الأول من مجلة اللسان العربي (صفر 1384/يونيو 1964). كما يستعرض الكتاب ضمن فصوله الحديث عن معاجم المعاني العربية القديمة بالمقارنة مع معاجم المعاني الفرنسية الحديثة. وينبه الكاتب على أهمية الألفاظ القرآنية بإعطائها الأولوية في الاستعمال والمداولة والكتابة نثرا وشعرا... ويبرزالكاتب أهمية "المعجم الوسيط" الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة ومكانته المرموقة من بين المعاجم اللغوية العربية المعاصرة وما يتفرد به عن سواه... وأعقب ذلك ببعض الملاحظات عليه نشرت ضمن سلسلة أبحاث في مجلة اللسان العربي. وإذ يشكرالمؤلف المجمع اللغوي بالقاهرة لاستجابته لعدد من الأخطاء التي نص عليها والتي تداركها المعجم بالتصحيح في الطبعة الثانية ؛ يهيب به بالعمل على تدارك الأخطاء الأخرى المنصوص عليها ويلح الكاتب في هذا الطلب معززا آراءه بالشواهد اللغوية والمعجمية الكثيرة. ويتعرض الكتاب لتصحيح أخطاء شائعة وما شاع من لحن على ألسنة المذيعين على الخصوص فجاراهم في ذلك عامة القوم. ويختتم الكتاب بقسم محاربة اللغة العربية: فتعرض الكاتب فيه لمختلف الدسائس التي حيكت وتحاك للقضاء على لغة القرآن (ذلك مثل الاستقصاروالدعوة للتعجيم و التلتين أوالدعوة للهجات العاميات القطريات بديلا عنها...). وهي تعاني الآن تهميشا رسميا في الواقع المعيش ببلادنا وإقصاء عن دورها الفعال والحيوي في استكمال تعريب التعليم العالي كما هوالشأن في البلدان العربية التي أخذت بالتعريب شأنها الوطني والقومي قولا وفعلا...