المتتبعون لتدخل رئيس الحكومة خلال الجلسة الشهرية الخاصة بالسياسات العامة بمجلس المستشارين خرجوا بانطباع أن السيد عبد الالاه بنكيران يعد العدة ويجس النبض تحضيرا ليزف للمغاربة بمناسبة السنة الجديدة المرتقبة هدية من نوع خاص لن تكون إلا رفع دعم الدولة لغاز الطهي (البوطان ) واسع الاستعمال . بنكيران لم يقلها صراحة ولكنه لمح إلى أن الحكومة و ميزانية الدولة لم يعد في مقدورهما الاستمرار في تحمل نفقات الدعم الموجه لغاز البوطان و البالغة حسب رئيس الحكومة ب 14 مليار درهم سنويا أي بمعدل 83 درهم للقنينة الواحدة من حجم 12 كلغ . بنكيران و لتعويم قرار رفع الدعم المرتقب قريبا و بعد أن نفض يديه من ملف دعم المحروقات التي سترضخ إبتداء من بداية يناير القادم لقانون السوق و لن تستفيد من سنتيم واحد من ميزانية صندوق المقايسة تحدث عن عزم الحكومة البحث عن مقاربة جديدة لتعويض الدعم الموجه للبوطا و هو ما يفيد أن الحكومة عازمة على رفع يدها عن الدعم الموجه لهذه المادة الأستهلاكية الأساسية و ترك المواطن يقتنيها بسعر قد يتجاوز في أحسن الأحوال 125 درهم أخذا بعين الاعتبار قيمة الدعم التي أفصح عنها رئيس الحكومة . المهتمون بالموضوع يعتبرون أن المقاربة التي يتحدث عنها بن كيران في شأن « مساعدة « الفقراء على مواجهة تبعات رفع الدعم الحكومي عن غاز البوطان غير قابلة منطقيا و إجرائيا على التنزيل و لا تعدو أن تكون محاولة من الحكومة لجس النبض و تحضير المغاربة نفسيا لضربات جديدة و قاتلة تستهدف قدرتهم الشرائية المستنزفة أصلا . و في المقابل يرى البعض الآخر أن رئيس الحكومة سيوظف مستقبلا ملف رفع الدعم كوسيلة إبتزاز سياسي وورقة إنتخابية للاستغلال في الوقت المناسب خاصة و أن الحزب الحاكم لا يمتلك في الربع الأخير من ولايته الحكومية غير دغدغة عواطف الفئات الشعبية المحرومة بالمجتمع المغربي عبر إجراءات تخويفية قد يتم التراجع عنها أو تعطيلها في آخر لحظة لاسترجاع جزء من الثقة الشعبية المهتزة في حصيلة حكومة ما بعد الربيع العربي