اختار جلالة الملك محمد السادس وجهة دولة الامارات العربية المتحدة في زيارة خاصة تزامنت مع الذكرى 43 للعيد الوطني لهذه الدولة العربية الشقيقة هي زيارة تنطوي على أكثر من مغزى لما يربط القائدين والبلدين والشعبين من روابط متينة راسخة منذ عقود، لاتفتىء تتقوى بفضل منظومة التعاون التي تنهل من علاقات استراتيجية واقتصادية وتجارية وعسكرية متأصلة . تدل على أن البلدين معا يمكن ان يعتمد كل منهما على الآخر، و يكملان بعضهما البعض. دولة الامارات العربية المتحدة أضحت تحتل المرتبة الأولى على صعيد الاستثمارات العربية بالمملكة المغربية بفضل التدفق الكبير للاستثمارات الاماراتية من خلال نشاط مكثف و مستدام لصندوق ابو ظبي للتنمية والشركة المغربية الاماراتية للتنمية، وشركة طاقة وشركة المعبر الدولية للاستثمار ومجموعة إعمار وشركة دبي العالمية، وشركة القدرة القابضة والشركة العالمية البترولية للاستثمار. ولأن الهاجس الأكبر لدى دول العالم أصبح الآن هو مكافحة الإرهاب والعمل على استثباب الأمن والأمان ، فإنه ليس من الغريب ان تكون دولة الامارات العربية المتحدة سباقة الى الإعلان عن دعمها للمغرب إثر أحداث 2003، التي ضربت الدارالبيضاء حيث أدانت ومدت يد العون المادي والمعنوي في سبيل لملمة جروح ضحايا هذه الكارثة، وبناء جسر متين مع المغرب يعتمد مواصلة التعاون والانكباب على معالجة كل التفاصيل والجزئيات وهو أمر لا غرابة فيه مادامت دولة الامارات تعامل المغرب كفلدة عزيزة عليها، وتتبنى مقولة الجسم الواحد اذا اشتكى عضو منه تداعت له كل الأعضاء. وامتد هذا التعاون لينمو ويتطور ويرقى إلى تعاون استخباراتي وأمني بذل فيه الطرفان كل الجهد ليبلغ أوجه عندما اتفق الطرفان على إرسال قوات عسكرية مغربية لدعم الجيش الإماراتي في مكافحته للإرهاب، خاصة وأن أبو ظبي تلقت تهديدات مباشرة من تنظيم «داعش» الذي توعدها بالانتقام بسبب مواقفها المشرفة ضد الإخوان المسلمين والمتطرفين والسلفيين وغيرهم. وبطبيعة الحال فإن ما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار هذا الاستعداد العسكري، ما هو إلا حركات استباقية. لا تهدف من ورائها إلا ضمان استقرار الشعب الإماراتي، وهو ما أكده العديد من المسؤولين الذين التقاهم وفد صحفي مغربي حل مؤخرا بأبي ظبي. هذا الاستقرار الذي تنشده دولة الإمارات يلمسه الزائر بمجرد ما تطأ رجلاه أرض الإمارات، حيث يلاحظ الأمن والاطمئنان والدعة والسلام ترفرف في سماء البلاد حيث يعم الرخاء. ولأن دولة الإمارات العربية المتحدة يهمها نشر الأمن في باقي ربوع المعمور فهي تركز بصفة أساسية على تنمية تعاونها الاستراتيجي مع بلدان صديقة وشقيقة وعلى رأسها المغرب، ولذلك فإن البلدين يعملان على التركيز لتنمية تعاونهما الاستراتيجي والدفع به نحو الأمان والاستمرار وفي هذا الاتجاه يعمل الجانبان على مضاعفة اتفاقيات التعاون وتدفق الاستثمارات الإماراتية في أكثر من مجال بما يؤهل الصلات الأخوية بين البلدين الشقيقين و يعضدها أكثر في ظل قيادة جلالة الملك محمد السادس و أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد .