يقول الرئيس الأمريكي أوباما لزوجته وهو ذاهب لإلقاء خطبة على الشعب الأمريكي: سأستعمل ذكائي لخداعهم! ثم يقف أمام الجماهير قائلا: سأخدعهم وأقول انني سأنشر الديموقراطية في البلاد والممالك، وسأقتل وأسلخ وأحرق وأمزق وأدمر كل من يقف أمام ذلك، واعلموا ان تنظيم داعش لا محالة هالك، الا أننا سنساعد إسرائيل رغما عن أنف الجميع، وبعد ان ينتهي من خطابه يصدر أوامره بتقديم كل الدعم العسكري لداعش. أما رئيس وزراء بريطانيا فيقول لزوجته وهو ذاهب لالقاء خطبة على الشعب البريطاني: أخشى ان يكتشفوا خداعي لهم، ثم يقف أمام الجماهير قائلا: لاشك أننا نساعد على نشر الديموقراطية والحفاظ على الحضارة والمدنية، ورغم أننا أصبحنا أمة تابعة لأمريكا العظمى، قتلنا وسنقتل، وسلخنا وسنسلخ، وحرقنا وسنحرق، ودمرنا وسندمر، الا ان هذا سيؤدي في النهاية الى حياة كريمة لمن ينجو من الموت، حيث سيقل عدد السكان، وتنجح خطة تحديد النسل، ويسهل على حكامهم ان يحكموهم، ويجب على تلك الشعوب ان تتوجه بالشكر لحضارة الغرب العظيمة التي أنقذتهم من الديكتاتورية، وسنساعد إسرائيل رغما عن أنف الجميع، وبعد ان ينتهي من خطبته يصدر أوامره بدعم كل الجماعات المتطرفة في العالم العربي. أما رئيس تركيا فيقول ل «جماعة الاخوان» قبل ان يلقي خطابه على الشعب التركي: أنا لا أهتم الا بكِ يا جماعتي الحبيبة، ولا أحفل الا بتحقيق أهدافك وطموحاتك ومشروعاتك، وسأساندك بكل ما أستطيع من قوة، وسأدعم في سبيل ذلك ابنتك الصغرى المدللة «داعش»، ولتذهب العراق وسورية ومصر الى الجحيم، ولأذهب أنا وأنت الى الخلافة العثمانية..ثم يقول للشعب التركي: حسنٌ كل شيء يسير على ما يرام، وسننجح في الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، ولن اسمح بأي مظاهرات، وسنساعد إسرائيل رغما عن أنف الجميع!. ويقول الأمين العام للأمم المتحدة لزوجته قبل ان يخطب في الجمعية العمومية: انهم يخدعونني، ويعرفون أنهم يخدعونني، ويعرفون أنني أعرف أنهم يخدعونني، الا أنني لا أستطيع ان اخدعهم فمهمتي هي ان أخدمهم..ثم يقول للجمعية العمومية: نحن نقف على الحياد، ونسعى لنصرة المظلوم وابن السبيل، ولن نتوانى عن حفظ الأمن العالمي ونشر السلام في أرجاء الدنيا، وفي ذات الوقت نحن نتعاطف مع السلطة الفلسطينية، ونحب الرئيس محمود عباس أبو مازن، ورغم ذلك فاننا سنساعد القوى العظمى على ان تساعد إسرائيل رغما عن أنف الجميع. أما رئيس وزراء إسرائيل فيقول لزوجته قبل ان يخطب في شعبه: لا ريب أنني لا أستطيع أبدا ان أخدع شعبي، الا أنني أنا ومن سبقني من حكام إسرائيل استطعنا ان نخدع العالم، في حين ان بعض هذا العالم المخدوع يصدقنا، والبعض الآخر يستمتع بتصديقنا على الرغم من علمه بخداعنا، والبعض الثالث مجبر على تصديقنا، والبعض الأخير لا يهمنا ان صدقونا أو لم يصدقونا لأنهم عرب.. ثم يقول لشعبه: سأبذل وقتي وجهدي ومالي لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى، وتحقيق الأمن لدولتنا المضطهدة من هؤلاء العرب، فلتعلم يا شعبي العزيز أنني سأحكمك لفترة ولاية واحدة فقط، ولكنها كافية لأضيف الى ما قدمه من سبقوني من حكامنا المخلصين، وفي كل الأحوال اطمئنوا فالكل يساعد إسرائيل رغما عن أنف الجميع. فماذا يقول الرئيس العربي لزوجته قبل ان يخطب في شعبه؟ ثم ماذا يقول لشعبه بعد ذلك؟ أظن ان حديث الرئيس العربي لشعبه قد انتهى عهده، وأصبح الآن لدينا شعوب تقول لحكامها: لن ننتظر ان تقفوا معنا، ولكننا نحن الذين سنقف معكم، فمنظومة الحكم بعد ثورات الربيع قد اختلفت وأصبحنا شركاء، اخترناكم لتكونوا وكلاء عنا لا لرؤساء لنا، فاذا أحسنتم شكرناكم، وإذا أسأتم عزلناكم، ولكن أرجوكم ضعوا منظومة فكرية لمواجهة مشروعات الارهاب، وكونوا معنا في مقاومة الاخوان والدواعش، وأرجوكم لا تساعدوا إسرائيل على الرغم من أنف الجميع.