نظمت جمعية الشبيبة المدرسية في إطار فعاليات الدورة الثانية من الجامعة التلمذية للتكوين والتأطير، التي نظمت بمدينة أسفي، يوم الجمعة 21 نونبر 2014 تحت شعار: نضال مستمر من أجل تعليم شعبي وطني"، ندوة فكرية تحت عنوان: "الشباب والمشاركة السياسية"، والتي أطرها كل من الأخت إلهام بلفحيلي رئيسة جمعية إنماء وباحثة في قضايا الشباب والمشاركة السياسية، والأخت رقية أشمال رئيسة منظمة فتيات الانبعاث وباحثة في قضايا الشباب والمجتمع المدني والمواطنة، والأخ أنس بن الدرقاوي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، والأخ خالد الجزولي عضو اللجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية وباحث في الاقتصاد. وأشادت الأخت إلهام بلفحيلي بالعمل المتواصل للمكتب الوطني في سبيل تأطير وتكوين جيل جديد من الشباب القادر على مواجهة تحديات المرحلة، وفي حديثها عن المشاركة السياسية للشباب أشارت رئيسة جمعية إنماء أنه لم يعد مقبولا في مغرب اليوم، مغرب الديمقراطية، مغرب دستور 2011، أن تبقى الفئة الأكثر أهمية مهمشة ولا يتم إشراكها في صياغة القرارات التي تهم قضاياهم وقضايا الوطن. واعتبرت الأخت رقية أشمال الجامعة التلمذية مبادرة في غاية الأهمية على اعتبار أثارها الكبير والمتنوع على المستفيدين من أبناء وبنات الشعب المغربي، وفي سياق حديثها عن مختلف العراقيل التي يواجهها الشباب المغربي للولوج إلى عالم السياسة، أشارت رئيسة منظمة فتيات الانبعاث إلى أن المسؤولية تتحملها عدة جهات وعلى رأسها الدولة التي تتحمل الجانب الأكبر من هذه المسؤولية على اعتبار أنها تملك المفاتيح الاساسية لضمان هذه المشاركة. واوضح الأخ أنس بن الدرقاوي أن تواجده خلال هذه الجامعة يعتبر اعترافا صريحا على الاشعاع الكبير الذي تعرفه أنشطة جمعية الشبيبة المدرسية وعلى جهودها المتواصلة من أجل إنصاف التلاميذ المغاربة، كما ذكر بنضالات الجيل الذهبي في تاريخ المغرب وفي تاريخ الاحزاب الوطنية والذي دافع عن استقلال المغرب وعن وحدته الترابية، كما طالب في نفس الوقت الجيل الحالي من شباب الوطن من أجل استكمال مسيرة البناء الديمقراطي ومواجهة أعداء الوطن. وأشار إلى أنه رغم توفر بلادنا على دستور فاتح يوليوز الذي يشكل أرضية قوية لضمان مشاركة الشباب في السياسة، فان مسالة التنزيل تشكل عقبة كبيرة في وجه هذا الطموح الشبابي، خصوصا وأن الحكومة الحالية حسب تعبير عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية لا تمتلك الارادة الحقيقة لإشراك الشباب في تدبير السياسات العمومية. وأكد الأستاذ خالد الجزولي أن الشبيبة المدرسية تعتبر المدرسة الاساسية داخل حزب الاستقلال، بعد ذلك قدم مجموعة من الملاحظات العميقة حول واقع الشباب المغربي الذي ورغم أنه يشكل القوة الكبرى في الهيكل الديمغرافي لبلانا، ما زال يعتبر الفئة الاكثر عرضة للمشاكل الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، وما زالت تمثيليتهم بالمؤسسات الرسمية ببلادنا لا تعكس القوة العددية والانتاجية لهذه الفئة. بعد ذلك قدم قراءة مفصلة لمختلف المداخل الاساسية التي ستساعد على إشراك الشباب في العمل السياسي، حيث ركز على المدخل التربوي والتعليمي على اعتبار ان النظام التربوي والتعليمي هو القنطرة الوحيدة التي تمكن الشباب من الاليات المعرفية التي ستمكنهم من تحديد اولياتهم في الحياة، إضافة الى تطرقه لمداخل اخرى كدمقرطة الاحزاب السياسية ودمقرطة الانتخابات والمجتمع المدني والإعلام.