عبرت الهيئة الوطنية لاطباء الاسنان عن الانشغال من العشوائية التي تطبع المجال من خلال ممارسات لاطراف بعيدة عن المهنة تستغل الفراغ القانوني. واشار احد المسؤولين بالهيئة الى ان العمل قائم لتنظيم المجال التقني المتمثل في ترميم الاسنان والذي اضحى بدوره يخضع للعِلمية والتكوين الاكاديمي لسنتين او ثلاث سنوات في اتجاه قطع الطريق امام الممارسات العشوائية المهددة للصحة العمومية. واضاف المسؤول ذاته ان التجهيزات تطرح مشاكل في مجال طب الاسنان لكون معظمها مستوردا ما يطرح جانب الضرائب والرسوم وانعكاسها على تكلفة الخدمات العلاجية، وقال ان هذا الجانب يخضع بدوره للمشاورات بين الهيئة ووزارة المالية ووزارة التجارة الخارجية قصد مراجعة الواجبات الضريبية في اتجاه خفض اسعار العلاجات، موازاة مع العمل على مستوى التغطية الصحية لتسهيل الولوج للعلاجات. وقُدمت هذه التوضيحات في اطار المناظرة الطبية الثانية لطب الاسنان المنعقدة قبل اخيرا والتي تناولت في اشغالها الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، والتغطية الصحية، وقانون الممارسة، والمستلزمات والاجهزة الطبية. ولاحظت الهيئة الوطنية ان قطاع طب الاسنان يواجه تحديات تتمثل خصوصا في ملاءمة التشريعات، فرغم ان المجال يؤطَر بنظام قانوني يتمثل في القانون 07.05 فان ممارسة المهنة لاتزال تخضع لظهير 1960 الذي ينظم مهنة طب الاسنان الى جانب مهنة الطبيب والصيدلي والقوابل والعشابين دون مراعاة لطبيعة مهنة طب الاسنان، كما سجلت الهيئة وجود ظواهر تعيق تطور المهنة من قبيل الممارسة غير المشروعة التي تاخذ اشكال جديدة. وجاءت المؤشرات بشان صحة الفم والاسنان مقلقة بحيث يغطي طبيب واحد للأسنان 7100 نسمة، كما يغطي جهاز طبي واحد 7 آلاف نسمة، فيما تنتشر نسبة التسوسات بحوالي 82 في المائة في صفوف الفئة العمرية دون 12 سنة، وبمعدل 92 في المائة في صفوف الفئة العمرية 35-44 سنة. اما امراض الفم والاسنان فهي بنسبة 42 في المائة في صفوف الفئة دون 12 سنة و79 في المائة بالنسبة للفئة 35-44 سنة، بينما ينحصر معدل امراض الفم على الصعيد العالمي بين 15 و 20 في المائة، بينما نسبة 30 في المائة من الساكنة العالمية بين 65 و 74 سنة تعاني من فقدان الاسنان الطبيعية. وبذلك يتبين من هذه المعطيات ان علاقة المواطنين بعيادات طب الاسنان غير موجودة او شبه منعدمة ما يجعل زيارات هؤلاء الاطباء متباعدة قد تمتد لسنوات. وفي ظل هذه المعطيات فقد اعلنت الهيئة الوطنية لاطباء الاسنان عن نيتها في الرفع من مستوى الصحة الفمية لدى الاطفال والشباب والفئات الهشة، من خلال انخراطها في الاستراتيجية الوطنية لتنمية صحة الفم والاسنان، مع تعزيز برامج الوقاية والتحسيس، من خلال حملات للكشف المبكر عن الامراض وتنظيم زيارات طبية للمؤسسات التعليمية لفائدة مليوني تلميذ، وتنظيم ايام مفتوحة بعيادات طب الاسنان بالقطاع الخاص، والتنقل نحو المناطق المعزولة لاجراء كشوفات طبية على المستوى المحلي. وتروم الاهداف المسطرة خفض نسبة التسوس بنسبة 30 في المائة، وامراض الفم واللثة ب40 في المائة ورفع عدد الاطباء الممارسين لتصبح التغطية طبيبا واحدا لكل خمسة آلاف نسمة.