شهد إقليمتيزنيت مؤخرا تأسيس جمعية لأطباء الأسنان بالقطاع الخاص والعام، ضم حوالي 20 طبيبا مختصا، وهي ثان جمعية بعد جمعية أطباء القطاع العام التي تضم جميع التخصصات بالإقليم ونظمت مجموعة من المبادرات التكوينية والتوعية والاجتماعية لفائدة الأطباء والمواطنين. وفي مبادرة تعتبر الأولى من نوعها على الصعيد الوطني، ورغم حداثة تأسيسها، تعاقدت جمعية أطباء الأسنان بتيزنيت مع شركة مختصة بالدار البيضاء لجمع النفايات الطبية الخاصة بأطباء الأسنان بتيزنيت. كما بادرت إلى تبني والتكفل ب 115 طفلا يتيما بمدينة تيزنيت بشراكة مع جمعية بلسم لكفالة اليتيم بتيزنيت. ولتقريب الرأي العام المحلي عن دواعي تأسيس جمعية أطباء الأسنان بإقليميتيزنيتوسيدي إفني وعن أهداف الجمعية، أجرت جريدة "الجنوبية للإعلام" حوارا مع الدكتور الحسين لاركو، رئيس الجمعية، نعيد نشره في تيزبريس لتعميم الفائدة. الجنوبية للإعلام: بداية نهنئكم على الثقة التي حُظيتم بها أخيرا واختياركم رئيسا لجمعية أطباء الأسنان بمدينة تيزنيت ونتمنى لكم التوفيق في هذه المسؤولية الثقيلة، لماذا تأسيس هذه الجمعية؟ د. الحسين لاركو: في البداية أشكركم على استضافتي في هذا الحوار للتعريف بجمعيتنا وتقريبها من المواطنين. تأسست جمعيتنا منذ 3 أشهر تقريبا، وذلك بعد أن شهدت مدينة تيزنيت افتتاح عدد كبير من عيادات جراحة الأسنان وأصبح من الضروري خلق إطار ينظم هذه المهنة وخلق جسر للتواصل بين أطباء الأسنان وجمعيات المجتمع المدني. الجنوبية للإعلام: ما هي الأهداف التي تسعون إلى تحقيقها في جمعيتكم؟ د. الحسين لاركو: تسعى الجمعية إلى تحقيق جملة من الأهداف، من بينها العمل على تحسين تنظيم مزاولة مهنة طب الفم والأسنان في إقليمتيزنيت ورفع مستواها بالتعاون مع الجهات الرسمية والجهات المختصة الأخرى، المحافظة على أخلاقيات المهنة وتقاليدها وحمايتها من المتطفلين والدخلاء، المساعدة على تهيئة فرص العمل لأعضائها والمساهمة في حل مشاكلهم المهنية، المساهمة في تطوير وتوسعة خدمات طب الفم والأسنان، العمل على نشر الوعي الصحي لطب الفم والأسنان بين المواطنين، تعزيز وتطوير العلاقات مع الجمعيات الأخرى محليا وجهويا ووطنيا، التعاون مع الجمعيات الطبية المحلية والوطنية والدولية، تعزيز وتوطيد العلاقات الاجتماعية بين أطباء الأسنان، بالإضافة إلى تشجيع البحث العلمي. الجنوبية للإعلام: كم عدد الأطباء الممارسين بإقليمتيزنيتوإقليمسيدي إفني؟ وما هي المراكز التي يتواجدون فيها؟ د. الحسين لاركو: في مدينة تزنيت هناك حاليا 20 طبيبا مختصا في أمراض الفم والأسنان موزعين على 16 عيادة خاصة، بالإضافة إلى طبيبتين تابعتين لوزارة الصحة العمومية. أما بمدينة سيدي إفني فهناك حاليا طبيبين أسنان في القطاع الخاص. الجنوبية للإعلام: منذ تأسيسكم لهذا الإطار، ما هي بعض التدخلات التي قمت بها؟ د. الحسين لاركو: لقد تم تأسيس هذه الجمعية منذ 3 أشهر فقط ومنذ تأسيسها بادرت الجمعية إلى الانخراط في عدة مشاريع وأولها موضوع النفايات حيث تم توقيع عقد مع شركة جمع النفايات بالدار البيضاء وانخرط في هذا المشروع جميع أطباء الأسنان، وبذلك تصبح مدينة تيزنيت أول مدينة في المغرب يلتزم فيها كل أطباء الأسنان بجمع نفاياتهم ومعالجتها بطريقة سليمة. من جهة أخرى، شاركت جمعية أطباء الأسنان في عدة تظاهرات طبية أولها المشاركة في حملة طبية بنواحي رسموكة، أيام 26 و27 أبريل 2014. كما شاركتشاركت جمعيتنا في فعاليات الدورة الأولى لملتقى التلميذ للتربية والإبداع بشراكة مع المجلس البلدي ومندوبية وزارة الصحة، وذلك بحضور مجموعة من أطباء الجمعية ومنحت الجمعية أكثر من 400 معجون أسنان وفرشات أيان 2و3و4 ماي 2014. كما تم التنسيق مع جمعية بلسم لكفالة اليتيم من أجل التكفل ب 115 طفلا يتيما سيتم توزيعهم على كل عيادات طب الأسنان بمدينة تيزنيت وإجراء العلاجات الضرورية لهم كما شاركت جمعية طب الأسنان بتيزنيت في اليوم الطبي الذي نظمته جمعية العز للصناعة الجلدية يوم السبت 28-6-2014. الجنوبية للإعلام: بناء على تجربتكم في مجال طب الأسنان، ما هي بعض المشاكل والإكراهات التي تعاني منها أطباء أمراض الفم والأسنان على الصعيد الوطني؟ د. الحسين لاركو: تعرف مهنة طب الأسنان في المغرب نوعا من العشوائية التي تتجلى خصوصا في المزاولة غير الشرعية لمعالجة أمراض الفم والأسنان من طرف المتطفلين على المهنة.. لكم أن تتصوروا الأخطار التي تتهدد صحة المواطنين والذين لا يستطيعون أحيانا كثيرة حتى التمييز بين الطبيب الحاصل على الرخصة والمتطفل أو الدجال. ومن أهم الأخطار المحدقة بالمواطنين نجد، المضاعفات التعفنية والالتهابية، استعمال مواد خطيرة وسامة في حشو وتركيب الأسنان، غياب تام لأدوات والمستلزمات الضرورية للتعقيم. ، وهو ما يهدد بنقل الأمراض الجرثومية من شخص مريض إلى عدد من الأشخاص، خاصة فيروس السيدا الخطير والالتهاب الكبدي الفيروسي من نوع ب و س. ومن بين المشاكل التي يتخبط فيها القطاع، نذكر التوزيع غير المنتظم وغير العادل لأطباء الأسنان على مجموع التراب الوطني، حيث أن أغلب الأطباء يتمركزون في مثلث فاس والرباط والبيضاء. إلى جانب ذلك، هناك مشكل غلاء المعدات والأدوات الطبية اللازمة لممارسة المهنة ناهيك عن غلاء قيمة كراء المحلات اللازمة لإنشاء العيادات وغياب نظام للتغطية الصحية والتقاعد للأطباء. الجنوبية للإعلام: هل هناك بعض المشاكل الإكراهات المرتبطة بالإقليم؟ د. الحسين لاركو: كما هو معلوم أن غالبية الساكنة في إقليمتيزنيت تتمركز في العالم القروي مع العلم أن كل الأطباء يتمركزون في مدينة تزنيت وهذا يخلق مشكل لولوج ساكنة العالم القروي للعلاج في مدينة تيزنيت بسبب بُعد الدواوير زيادة عن مشاكل الطرق وإكراهات التنقل. بالإضافة إلى مشكل تواجد عدد كبير من الممارسين غير الشرعيين المتجولين (سوريو الجنسية) هؤلاء يحملون حقائب بها أدوات غير معقمة ويقدمون خدماتهم داخل المحلات التجارية للمواطنين أو في المنازل سواء في تيزنيت أو في العالم القروي. الجنوبية للإعلام: من الناحية الطبية، ما هي النصائح التي يمكن تقديمها للمواطنين لتفادي أمراض الأسنان؟ د. الحسين لاركو: في البداية أريد أن أشير إلى نتائج بحث ميداني أقيم بمدينة تيزنيت على الأطفال في سن التمدرس، حيث اتضح أن نسبة الإصابة بتسوس الأسنان في الإقليم مرتفعة بالمقارنة مع بقية الأقاليم، لذلك أنصح الآباء وأمهات وأولياء أمور الأطفال بضرورة تلقين أبناءهم طرق تنظيف الأسنان وبضرورة زيارة طبيب الأسنان ولو مرة في السنة من أجل التأكد من خلو الأسنان من التسوس أو من أمراض اللثة. كما نؤكد على اللإلتزام بتغذية صحية ومتوازنة. وأشير أيضا بهذه المناسبة إلى أن الأطفال في مرحلة تبديل الأسنان يحتاجون إلى مراقبة طبيب الأسنان لتفادي مشاكل اعوجاج الأسنان وتفاقمها، وفي هذه الحالة قد يحتاج الأطفال إلى علاجات تقويمية مكلفة، حيث أن أغلب شركات التأمين لا تعوض مصاريف التقويم إذا تجاوز سن الأطفال 12 سنة بالنسبة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و16 سنة بالنسبة للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعى ((CNOPS. الجنوبية للإعلام: كلمة أخيرة. د. الحسين لاركو: أشكر جريدة "الجنوبية للإعلام" التي أتاحت لنا هذه الفرصة للتواصل مع المواطنين، خاصة أنه أول منبر إعلامي نتواصل معه. وبالرغم أن جمعيتنا ما زالت فتية، لكن أعضاؤها راكموا تجربة لابأس بها في العمل الجمعوي، وبهذه المناسبة السعيدة، وفي هذا الشهر الكريم، فإن جمعيتنا ستظل رهن إشارة كافة المواطنين وجمعيات المجتمع المدني محليا ووطنيا ودوليا لخدمة الصالح العام والمصلحة العامة للبلاد والعباد.