صدرت أخيرا، ضمن سلسلة دراسات سياسية نظرية التي يشرف عليها المركز العلمي للدراسات السياسية بالأردن؛ الطبعة المغربية المنقحة من كتاب "إدارة الأزمات في عالم متغير" لمؤلفه د.إدريس لكريني أستاذ العلاقات الدولية ومدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات في كلية الحقوق بجامعة القاضي عياض بمراكش. الكتاب الذي صدر عن المطبعة والوراقة الوطنية سنة 2014 في 184 صفحة من الحجم المتوسط؛ يتناول بالدراسة والتحليل موضوع إدارة الأزمات؛ من حيث مفهومها وأهميتها ومقوماتها ووسائلها والتحديات التي تواجهها في ظل الواقع الدولي المتغير. ويشير الباحث في كتابه إلى أن أهمية إدارة الأزمات تكمن في كونها تجمع بين مقومات الفن والعلم، فهي من جهة اجتهادات ومواقف وردود فعل تجاه أزمة معينة بغرض احتوائها، ومن جهة ثانية، تتم وفق سياق نظري دقيق يستمد مبادئه ومقوماته من ضوابط وقواعد علمية وقانونية. وقد أسهم في تزايد الإقبال الدولي على هذه الوسيلة - بحسب الباحث -؛ كونها تسمح بمقاربة الأزمات والمنازعات بشكل شمولي وبسبل سريعة تتجاوز سلبيات التعقيدات الإدارية وجمود القوانين؛ وتمكن من بلورة حلول ناجعة تهدف تحول دون خروج الأمور عن نطاق التحكم والسيطرة وتمنع نشوب مواجهات عسكرية غير محسوبة العواقب. الكتاب يرصد المقومات الموضوعية والذاتية الكفيلة بإدارة الأزمات على نحو سليم؛ حيث يعتبر المؤلف أن هذه التقنية هي علم منفتح على التجارب والتراكمات العلمية من جهة؛ وفن يتصل بكفاءة وخبرة ونباهة مدير الأزمة من جهة ثانية؛ وهو ما يعطي للكتاب راهنية ويجعله ذا أهمية بالنسبة للباحثين والمهتمين وصانعي القرار. ويخلص الكتاب إلى أنه إذا كانت الدراسات والأبحاث التي راكمها الباحثون والخبراء في هذا المجال؛ توفر إطارا نظريا مهما وأرضية تعزز وتقوى من فعالية هذه الوسيلة من حيث أدواتها وتقنياتها وخططها.. فإن هناك مجموعة من التحديات التي تفرض نفسها وتعوق تطور هذا الأسلوب؛ وتمنع من مسايرته لحجم المخاطر والأزمات المعقدة والمتسارعة التي يفرضها الواقع الدولي المتغير والتي لم يستطع النظام لقانوني الدولي باعتباره ضابطا مفترضا للعلاقات الدولية أن يستوعبها؛ ولا الأممالمتحدة المسئولة المفترضة عن حفظ السلم والأمن الدوليين أن تحدّ منها.