عاد المعهد الوطني لألعاب القوى بالرباط إلى حالة الغليان من جديد، فما إن بدأت عاصفة العدائين الغاضبين من المدير التقني سعيد عويطة تعرف بعض الهدوء بإعلان الطرفين هدنة إعلامية ولو مؤقتة، حتى اندلعت عاصفة أخرى أبطالها عداؤو ومدربو المنتخب الوطني، فكما أشرنا في عدد أمس حول الوقفة الاحتجاجية التي نظمها العداؤون بالمعهد للمطالبة بمستحقاتهم المادية العالقة لدى الجامعة والمتمثلة في رواتبهم عن الشهور الأخيرة لدرجة تهديدهم بمغادرة المعهد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم وهو ما وضع المدير التقني سعيد عويطة في موقف حرج «ضرب له في الصفر كل العمل الذي يقول إنه بصدد القيام به للنهوض بألعاب القوى الوطنية من جديد» !! وقد شوهد عويطة - حسب مصادر عاينت الحدث - يستعطف العدائين بالرجوع إلى غرفهم في انتظار حل مشكلتهم مع رئيس الجامعة عبد السلام أحيزون، لكن العدائين أصروا على حضور هذا الأخير الذي بدوره كان مشغولا بأشياء أخرى غير ألعاب القوى التي يرأس جامعتها. ووفق إفادة أحد العدائين الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية «التي تواصلت صبيحة أمس» فإن مسؤولي الجامعة أخبروهم بأنهم حولوا لهم رواتبهم عبر حساباتهم البنكية يوم 24 نونبر المنصرم وهو ما لم يحدث حيث توجه بعض العدائين في الحين إلى إحدى الشبابيك الأوتوماتيكية للتأكد من صحة التحويل لكنهم فوجئوا بعدم وجود أي تحويل وهو ما أثار غضبهم أكثر فقرروا تنظيم وقفة احتجاجية.. بل إن بعضهم قاطعوا التداريب في انتظار التوصل بمستحقاتهم. من جهة أخرى أحس مدربو المنتخب الوطني بنوع من «الحكرة» عندما توصلوا بمذكرة من مدير المعهد الوطني لألعاب القوى يخبرهم فيها بضرورة تأدية واجبات التغذية إن هم أرادوا الاستفادة منها، وقد حدد لهم المدير قيمة ما يأكلون في 150 درهم، لكن رد المدربين كان سريعا بأن يؤدي المدير نفسه ثمن ما يأكله في المعهد (علما أنه يختار لنفسه أجود ما لذ وطاب من مأكولات). وبدورهم لم يتوصل المدربون برواتبهم المتأخرة عن الشهور الماضية، وهو ما يطرح عدة تساؤلات حول كيفية الوصول إلى الأهداف المنشودة في ظل تردي أوضاع العدائين والمدربين معا.