في تطور مفاجئ لمجريات الأحداث ، وغداة توصل السكان بفواتير استهلاك الماء الصالح للشرب عن الأشهر الثلاثة الأخيرة ، لم يتردد الرأي العام المحلي في التعبير عن موقفه الرافض والساخط على ما تضمنته هذه الفواتير من أثمنة خيالية فاقت في بعض تقديراتها حدود المقبول ، وهي ضربة أخرى تأتي في أعقاب الإكراهات المادية التي تحمل عبئها المواطن بمناسبة الدخول المدرسي وتكاليف عيد الأضحى الأخير . هذا التحول المفاجئ و غير المسبوق في أثمنة استهلاك الماء اعتبر بنظر كثيرين صدمة قوية تفاجأ لها السكان وإجراء غير محسوب العواقب ، خصوصا وأنه يأتي في سياق الهجمة الشرسة التي تتعرض لها القدرة الشرائية للمواطنين من زيادات في الأسعار وغيرها من الممارسات المغذية لأجواء التوتر والاحتقان . في غضون ذلك توصلت العلم ببيان استنكاري ( نتوفر على نسخة منه ) تنبه فيه جمعيات المجتمع المدني إلى التداعيات الخطيرة التي يمكن أن تترتب على هذه الفواتير في مبالغها المالية التي توصل بها السكان ، في الوقت الذي يجري فيه التحضير لخوض وقفات احتجاجية مفتوحة أمام مقرات المصالح المعنية ، في محاولة لشد الأنظار إلى هذا المنحى المجهول الذي بدأ ينذر بحالات تصعيد لا أحد يمكن التنبؤ بنهايتها . هي إذن وضعية متأزمة تحمل في طياتها تباشير غضب متصاعد ، وحري بالدوائر المعنية أن تتدخل عاجلا لتصحيح الاختلالات ونزع فتيل التوتر ، قبل أن تتعقد الأجواء وتصبح بدون حلول ترجى .