يبدو ان الدخول الجامعي الجديد والذي صنفه العديد من المهتمين بالقطاع بانه كباقي المواسم السابقة يجتر وراءه نفس الإختلالات ونفس الأعطاب، بل زادت استفحالا هذه السنة عندما تلقى الطلبة تصريحات وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر لحسن الداودي بكثير من الاستغراب والدهشة، نظرا لما تعيشه الجامعة المغربية في الموسم الجامعي الجديد من تخبط وفوضى، وكأن كلام الوزير في واد وواقع الجامعة في واد آخر. وقد تفاجأ الطلبة الجدد هذه السنة بالعديد من الصعوبات والعراقيل التي اعترضت تسجيلهم حيث اصطدموا ببعض الشروط التعجيزية من قبيل ضرورة إرفاق ملف التسجيل بالحي الجامعي بشهادة إدارية تخص الدخل السنوي للأبوين لا علم للسلطات المحلية بنموذجها. وهو ما خلق نوعا من الذعر والفزع في صفوف الطلبة وأبائهم و أوليائهم في مختلف المواقع الجامعية على مستوى ربوع المملكة. وفي تصريح لجريدة «العلم» استغرب محمد بنساسي رئيس الاتحاد العام لطلبة المغرب بما سماه التصريحات اللامسؤولة والارتجالية لوزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر لحسن الداودي التي استغل فيها وسائل إعلام عمومية تمول من جيوب دافعي الضرائب . واعتبرها ضحكا على ذقون المغاربة, حيث اعتبره خروجا غير متطلب في الوضعية الراهنة التي تعيشها الجامعة المغربية اليوم . وذلك لتبرير السياسات الفاشلة لوزارته حتى الآن. وبخصوص دعوة الداودي أجهزة الأمن «أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة في اقتحام الحرم الجامعي دون أخذ إذن من رئيس الجامعة أو عميد الكلية«، اعتبر بنساسي ذلك دعوة صريحة لعسكرة الجامعة ومحاولة منه لإحياء ما سماه سنوات الرصاص بالجامعة المغربية. وأكد بنساسي في هذا الصدد أن الجامعة للعلم وللتحصيل ولتبادل الفكر والأفكار وليست للعسكرة. وأضاف بأن الطالب مصطفى مزياني ظلم مرتين: الأولى للطريقة الغريبة لوفاته، والثانية عندما قال الداودي بأن وزارته بريئة من وفاته حيث شكل هذا التصريح صدمة للرأي العام . واستمر بنساسي في انتقاد سياسة الوزارة الحالية التي قال إنها لا تتوفر على تصور واضح وشامل يستجيب لتطلعات الجامعة المغربية، و أنها خارج التغطية بسبب الإقصاء والتهميش المتعمد لصوت الطالب ضدا على الدستور الجديد الذي أنهى مع مجموعة من الأمور التي لازالت تعتمدها الوزارة. و من جهة أخرى، اعتبر بنساسي قول الداودي بأن «الجامعة ليست حقا.. وهروب وزارته من تحمل المسؤولية في تسجيل حاملي الباكالوريا القديمة، خرق فاضح للدستور الذي يؤكد على حق التعليم لجميع المغاربة واعتبره تملصا من المسؤولية واتجاها يشجع على هدر التمدرس بالجامعة المغربية. ونبه بنساسي في السياق ذاته إلى التناقض المفضوح والصارخ في تصريحات الوزير حيث أشار إلى أن الداودي أكد في أحد التصريحات على أن الوزارة بصدد تهييء ظروف ملائمة ومواتية لاستقبال موسم جامعي جديد يطبعه التميز، وذلك بتنسيق مع الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس العليا إلا أن الأمر أكد نقيض ذلك . حيث اتسم الدخول الجامعي بنوع من الفوضى والتخبط وخاصة على مستوى الشؤون الطلابية الذين فشلوا فشلا غير مسبوق في استقبال الطلبة الجدد وتوجيههم وتحفيزهم، إذ لا زالت إدارة الكليات تتعامل مع الطالب بنوع من التعالي والاحتقار واللامبالاة والبيروقراطية، وعدم الاهتمام رغم أننا في دولة الحق والقانون مع ذلك نجد منطق التعسف والسب والقذف وهضم الحقوق والمكتسبات لا زال معتمد في إدارة الكلية. وأمام هذا وذاك أضاف بنساسي أن التقهقر والتراجع والفساد الذي تعرفه الجامعة المغربية حاليا راجع إلى السياسة الفاشلة التي تنهجها حكومة بنكيران في قطاع التعليم العالي.