سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تتبناها شركة مختصة في احتضان المؤتمرات الكبرى ولا علاقة لها بأي منظمة دولية للطب! جائزة "أفضل طبيبة عربية" لا قيمة علمية لها ويشرف عليها سوري مدان سابقا بالسجن في قضايا تحرش
لقي فوز الدكتورة رجاء غانمي بجائزة "أفضل طبيبة عربية" استحسان المتتبعين المغاربة، وتم التطبيل بشكل كبير للحدث، في حين أن الجائزة لا قيمة علمية لها، إذ تقف وراءها شركة لتنظيم الملتقيات تقع بلندن. " رجاء غانمي أفضل طبيبة عربية!" الخبر انتشر كالنار في الهشيم، لا سيما في صفوف المغاربة رواد المواقع الاجتماعية، الذين تناقلوا الخبر وأشادوا "بالإنجاز" ووصفوها "بالمرأة المغربية التي حققت إنجازا عالميا"، كما تم استقبالها من طرف والي القنيطرة زينب العدوي، وحظيت بتكريم من وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، بل حتى الديوان الملكي بعث برسالة تهنئة للدكتورة المغربية... لكن ! في الواقع فالجائزة لا قيمة علمية لها، فالميدالية التي منحت لها في عشاء لندني فاخر، تتبناها شركة ماركوتينغ مختصة في احتضان المؤتمرات الكبرى، ولا علاقة لها بأي منظمة دولية للطب! جائزة وهمية! تعد مؤسسة The Arabs Group التي منحت الجائزة لغانمي يوم 30 غشت الماضي، شركة لندنية، نجد على رأسها الدكتور شوكت صباحي شعيب وزوجته، وهو سوري مدان سابق بالسجن في قضايا تحرش جنسي، حسب أحد المواقع الانجليزية. . وبخصوص دورة 2014 من The Group Achievement Awards فهي الدورة الثانية من نوعها بعد الأولى التي نظمت قبل سنتين. وبالمناسبة فقد عرفت شركة The Arabs Group أكثر في احتضان لقاءات الموضة، وهو الحفل الذي نالت على هامشه رجاء غانمي جائزتها، إلى جانب نسرين قطرب، المتوجة كأفضل عارضة أزياء عربية، ومغربي آخر هو كريم تابت الذي اختير كأفضل فنان تشكيلي عربي، وهو الفنان الذي يصفه أحد منظمي العروض التشيكيلية بالبيضاء " أنه شاب لطيف، لكن لأن يقال إنه أفضل فنان تشكيلي عربي فهذه نكتة"، وبالفعل، فإن الفائزين في تلك الليلة يثيرون اللغط والجدل حول أهليتهم بها أكثر من أي شيء آخر، كحالة شاب كويتي توج كأفضل DJ عربي، وأحد الليبيين الذي توج كأفضل رياضي عربي.. ولكي نفهم كيف جرت الأمور في هذه التتويجات "الوهمية"، فالمتنافسون يرشحون أنفسهم عبر صفحة في الفايسبوك، إذ يختارون الفئة التي يريدون، ويمكن معاينة كيف قام طفل عراقي يبلغ من العمر 13 سنة، لجائزة أصغر فنان مسرحي عربي، كما سجلت طلبات لجائزة أفضل ميكانيكي وأفضل حلاق، ولعل ما منع هؤلاء من أخذ فرصتهم، هو عدم استطاعتهم توفير ثمن التذكرة إلى لندن، إذ لا تتكفل الشركة اللندنية بأي شيء، بل على العكس فإنها تقترح صيغة سياحية لحفل "التتويج" عبارة عن سفر من أسبوع بقيمة 1500 أورو، دون احتساب تذكرة السفر! أما نمط التصويت، فتلك الطامة الكبرى! حيث يقوم على مبدأ "برامج الهواة" وليس على معايير علمية، حيث يمثل "الفايسبوكيون" نسبة 25 في المائة من الأصوات، إضافة إلى التصويت عبر الهاتف، أما تصويت لجنة التحكيم فلا يمثل سوى 30 في المائة، و 20 في المائة بالنسبة لمن حضر الحفل، والذين يتعين عليهم دفع ما بين 20 إلى 200 جنيه استرليني، من أجل الحضور. رجاء غانمي طبيبة لم تمارس المهنة قط! رغم "وهمية" جائزة "أفضل طبيب عربي"، فإنه بالتحقيق في مسار هذه الطبيبة سنكشف أنها لا تمثل أي وزن في دائرة الأطباء المغاربة، فغانمي تشغل حاليا منصب رئيسة مصلحة بالصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي CNOPS، وهي طبيبة مراقبة، نالت هذا الوصف بعد حصولها على ديبلوم طبيبة عامة، ولم تمارس نهائيا مهنة الطب رغم أن البعض لها بالكفاءة، لكن ليس "بمؤهلات خارقة للعادة"، بل إنه حتى زملاؤها في العمل لم ينظموا لها أي حفل استقبال احتفاء "بإنجازها"، فهم يعلمون أن الجائزة لا وزن لها، بدليل أن "مساهمتها في بعض الملفات جد متواضعة، حسب تعبير لمصدر من CNOPS، في الوقت الذي رفضت فيه رجاء غانمي الإجابة على استفسارات Le360. ورغم كل هذه الحقائق، فإن الدكتورة غانمي لا تزال تصر على الظهور الإعلامي المكثف، حيث تقدم نفسها كباحثة ومستشارة دولية، في حين أن أعمالها الأكاديمية جد محدودة، فمؤلفها الذي يتحدث عن متابعة مرض سرطان الجهاز الهضمي، ليس إلا نسخة معدلة من أطروحة دكتورتها كطبيبة عامة، أما المنشورات التي تضعها في سيرتها الذاتية فليست إلا مقالات صحفية، ظهرت في جرائد وطنية محدودة السحب.. كل هذه المعطيات تزكي شيئا واحد لا غير: هو الغياب الصارخ للنماذج الناجحة في المغرب، الذي يجعل المتتبعين مستعدين بشكل كبير لصناعة رموز ولو كانت مجرد فقاعات صابون!