ترأس السيد عبد السلام المصباحي كاتب الدولة لدى وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية المكلف بالتنمية الترابية قبل ايام اجتماع الدورة الثالثة للمجلس الإداري للوكالة الحضرية للحسيمة بمعية السيد والي جهة الحسيمة، تازة، تاونات، وحضور أعضاء المجلس. وقد تميز هذا الاجتماع، بعد الكلمتين الترحيبيتين لكل من السيد الوالي و السيد رئيس المجلس الإقليمي، بالكلمة الافتتاحية للسيد كاتب الدولة الذي تعرض فيها للمهام المنوطة بالوكالة وفق المقاربة الجديدة للتنمية؛ إذ بالإضافة للمهام التقليدية التي تقوم بها الوكالة طبقا للقوانين المرعية، فإنها مطالبة بأن تلعب دور الفاعل التنموي المؤطر للمشاريع الترابية حضرية كانت أم قروية، وذلك تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب جلالته ليوم 25 مارس 2004، الذي يعتبر خارطة طريق لتنمية الإقليم من خلال العمليات التعميرية، وفك العزلة، والتأهيل بالاعتماد على المؤهلات الذاتية التي تجعله قطبا للتنمية الحضرية والقروية. وهذه الرؤية الجديدة لمهام الوكالات الحضرية التي عملت بها الوكالة الحضرية للحسيمة منذ انطلاقها- يقول السيد كاتب الدولة - هي تجسيد عملي للهيكلة الحكومية الجديدة التي عينت فيها وزارة تجمع بين الإسكان والتعمير والتنمية المجالية تقوم على الحوار والتشاور والتعاقد وفق مقاربة ترابية جديدة تروم معالجة الإشكاليات التنموية الحضرية والقروية على حد سواء. فالوكالة الحضرية، يضيف السيد كاتب الدولة، شريك أساسي وفعال للجماعات الترابية وآلية تنفيذية لقرارات المجلس الإداري التي هي عضو فيه، وما النتائج المرضية التي حققتها الوكالة إلا نتيجة تظافر جهود الجميع لتحقيق الأهداف التنموية المندمجة التي عبر عنها جلالته في خطابه السالف الذكر. كما استحضر السيد كاتب الدولة في كلمته مضمون الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة والمتمثل في الجهوية المتقدمة والمتدرجة كورش إصلاحي هيكلي عميق يرسخ الديمقراطية المحلية ويحقق التنمية الترابية البشرية المستدامة التي هي من صميم مهام الوكالات الحضرية؛ هذه الوكالات التي يتعين دعمها بشريا وماديا ولوجيستيكيا لتقوم بعملها على أحسن وجه، خصوصا فيما يتعلق بمواكبة المشاريع التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك، والتي من شأن الإسراع بإنجازها تغيير وجه الإقليم، والارتقاء به إلى قطب تنموي مندمج في الاقتصاد الوطني. وقد أبانت الحصيلة، التي قدمها السيد مدير الوكالة الحضرية للحسيمة، عن نتائج جد إيجابية همت تأطير الحركة العمرانية ، وتحيين وثائق التعمير ، وتوفير الأدوات التقنية والتنظيمية اللازمة ، وبلورة الدراسات الإستراتيجية للتهيئة و التنمية الترابيتين ، فضلا عن المساهمة في مواكبة وتتبع المشاريع التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك ... ففيما يتعلق بتأطير الحركة العمرانية عملت الوكالة الحضرية خلال سنتي 2007-2008 على تتبع وإعطاء انطلاقة ما مجموعه 50 عملية ودراسة بالإقليم؛ فعلى مستوى توفير الأدوات التقنية الأساسية المتمثلة في الصور الجوية والتصاميم الفتوغرامترية تمت تغطية ما مجموعه 24 مركزا، وكذا المناطق ذات الصبغة الخاصة على مساحة إجمالية تقدر ب 24000 هكتار. وفي سياق تحيين وثائق التعمير، وبالإضافة إلى ما تم إنجازه خلال سنة 2006، فقد تم خلال سنتي 2007 و2008 تأطير دراسات 25 وثيقة للتعمير، منها ما هو قيد المصادقة أو ما هو قيد الإنجاز. وفيما يخص توفير الدراسات المرجعية ذات الصبغة الخاصة الهادفة إلى بلورة الاختيارات الكبرى للتنمية على مستوى الإقليم، فقد تم إعطاء انطلاقة وتتبع 05 دراسات إستراتيجية في التهيئة الترابية والتنمية العمرانية، وتتجلى في إعداد « خريطة المناطق المؤهلة للتعمير» و “ دراسة تشخيص وضبط حركية التعمير على امتداد الطريق الساحلية المتوسطية “ و «دراسة معالم الهندسة المعمارية المحلية بإقليم الحسيمة “ و « دراسة تحديد تراتبية المجالات والمراكز القروية بالإقليم»، إضافة إلى إعداد “ ميثاق الهندسة المعمارية لمدينة الحسيمة». وخلال نفس الفترة 2007-2008 تمت معالجة ما مجموعه 1670 ملفا تتعلق بمشاريع البناء والتجزيء وتقسيم العقارات، مع ملاحظة تزايد ملحوظ ومستمر، بحيث ارتفع عدد الملفات بنسبة 117 % مقارنة مع سنة 2006. وقد قدرت القيمة الاستثمارية للملفات المدروسة خلال سنتي 2007-2008 ب3,4 مليار درهم، الشيء الذي يبين حجم انخراط هذه المؤسسة في مسلسل التنمية السوسيو اقتصادية على مستوى الإقليم. إلى جانب هذه الأنشطة، فقد أظهر العرض المقدم من طرف مدير المؤسسة أن هذه الوكالة قد ساهمت في تأطير ومواكبة مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. كما صاحبت مجموع المشاريع الاجتماعية والتنموية الكبرى التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة نصره الله الهادفة إلى تكثيف العرض السكني والتأهيل العمراني والمعماري للأنسجة العمرانية، وتحقيق التنمية السياحية بالإقليم وغيرها من المجالات. وبالإضافة إلى تقديم حصيلة العمليات خلال سنتي 2007-2008، فقد سطرت المؤسسة رؤية مستقبلية متكاملة على مستوى تجديد آليات إنتاج وتنظيم المجال شكلت برنامج العمل التوقعي للوكالة الحضرية خلال سنوات 2009-2012 الذي يتلخص في مجموعة من العمليات ضمت 67 عملية ودراسة جديدة موزعة على الوسطين الحضري والقروي تهدف إلى توفير الأدوات التقنية اللازمة و تحيين وثائق التعمير، هذا مع مواصلة الجهود لإنجاز دراسات التقويم التعميري للأحياء غير المنظمة، ومواكبة عمليات التأهيل العمراني والمعماري للمجالات الحضرية والقروية. وقد تميزت أشغال المجلس الإداري في نهايتها، فضلا عن المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي والبرنامج التوقعي للمؤسسة برسم سنة 2009/2012، بالتوقيع على 7 اتفاقيات للشراكة بين الوكالة والجماعات المحلية المعنية بخصوص تحيين وإعداد وثائق التعمير بمبلغ إجمالي يقدر ب 7,5 مليون درهم.