مخاوف مشروعة بدأ يتحدث عنها الرأي العام المحلي بدار الكداري بخصوص الوضع غير المطمئن الذي أصبحت توجد عليه القنطرة المقامة على نهر بهت والناجم عن تراجع مستوى بنيتها التي يبدو أنها تأثرت كثيرا جراء تعاقب الأعوام الطويلة التي مرت على تاريخ بنائها، حيث بدأت المظاهر الخارجية لهذه القنطرة تؤشر لدرجة جد متقدمة من ناحية التدهور وفقدان الصلابة اللازمة التي يمكن أن تبقي على الاستمرار في اعتمادها كنقطة عبور تؤمن حركة المواصلات بالمنطقة، وهو ما يعني أن القنطرة المذكورة ووفق ما يلاحظ بالعين المجردة آخذة في الطريق نحو الأسوء ولا يعدو أن يكون المصير المرتقب مجرد مسألة وقت ليس وذلك استنادا إلى الحقائق التي بات ينطوي عليها واقع الحال، بل والمخيف في الأمر أن هذه القنطرة تكاد لا تخلو يوما من حالات الضغط الناتجة عن عبور الأعداد من وسائل النقل حيث يتفاقم الوضع أكثر أيام السوق الأسبوعي باعتباره يشكل محط استقطاب لمختلف أنواع هذه الوسائل القادمة من داخل وخارج الإقليم، أما ما يزيد من هذه المخاوف ويجعلها أكثر واقعية بحسب تقديرات المتتبعين فإنه المشهد غير الطبيعي الذي تنطلق فصوله بهذه القنطرة مع بداية كل حصاد لمنتوج قصب السكر وهي مناسبة يشتد فيها العبور اليومي لعشرات الشاحنات وبحمولة تقدر بالأطنان من هذه المادة، الأمر الذي ينذر بخطورة الموقف وتداعياته على مستقبل هذه القنطرة التي يجب أن يعاد فيها النظر من قبل مصالح التجهيز عبر التأكد من مدى جاهزيتها في الحفاظ على أداء الدور المنوط بها وإن كانت جل التعاليق تشير إلى ضرورة تقويتها وإعادة تمتين ركائزها بما يؤهلها لوضع أحسن. هي إذن وقفة كان لابد منها من أجل التذكير بالحالة الراهنة للقنطرة وما يمكن أن يترتب – لا قدر الله - عن الوضع السائد بها، وحري بالجهات الوصية أن تستحضر الكارثة التي خلفها يومذاك حادث انهيار قنطرة مماثلة بمنطقة مجاورة لمشرع بلقصيري، والذي لا نتمنى أن يتكرر مشهد مماثل له، بقدر ما نريدها إشارة ننبه من خلالها إلى الخطر المحدق بهذه القنطرة تحديدا، أملا في أن تبادر مصالح التجهيز بوضع هذا الملف ضمن الأولويات التي تفرضها المصلحة العامة للسكان ويجنبهم شر العواقب.