كان حي مسنانة في اتجاه طريق الرباط، أيام الخميس والجمعة والسبت الماضية، مسرحا - وللمرة الرابعة - لمواجهات وتصادمات عنيفة، استعملت فيها الأسلحة البيضاء، والهراوات، والحجارة، بين مجموعة من أبناء سكان المنطقة، ومجموعات متكتلة من مواطني ومواطنات دول جنوب الصحراء الذين (استوطنوا) العمارات السكنية الفارغة والمتخلى عنها، وحولوا البعض منها، إلى أوكار تمارس فيها أفعال مخلة بالحياء، علما بأن البعض منهم، حوَّله الغرور، والنفخ من الخارج، إلى (زعيم) يتلقى (التعليمات) من جهات، تريد استغلال وضعهم، للإساءة للمغرب...! فتيل هذه المواجهة الدامية، اشتعل مساء يوم الخميس، وتطور لما هو أخطر يوم الجمعة، حيث كان التصادم أعنف مما تسبب في مقتل أحد مواطني دول جنوب الصحراء بأداة حادة، وإصابة آخرين بجروح بليغة، استدعت نقلهم لتلقي الإسعافات العلاجية بمستشفى محمد الخامس، واعتقال عدد من المتصادمين، أما يوم السبت، فقد حاول أزيد من (300) منهم، من اختلاق مبرر زيارة المصابين بالمستشفى، وتنظيم مظاهرة صاخبة، غير أن قوات الأمن تصدت لهم وحالت دون توجههم إلى وسط المدينة، مع بقاء القوات العمومية، في حالة استنفار قصوى بعين المكان، لمواجهة أي طارئ.. وإذا كانت أسباب التصادم بين سكان المنطقة، وبين هؤلاء المواطنين من دول جنوب الصحراء، الذين يُتهمون باحتلال عمارات ومساكن الغير، وتحويلها إلى أوكار، هي نفس الأسباب تقريبا، التي أدت إلى مواجهات سابقة، تسبب البعض منها في حدوث وفيات غامضة، فإن الدافع هذه المرة، ربما يعود للمنافسة على احتلال الأرصفة ومزاحمة الباعة المتجولين (الفراشة)، والتفوه بكلام ساقط، واستعمال العنف اللفظي وحتى الجسدي مع بعض فتوة الحي.. ناهيك عن حالة الغليان التي تعيشها الغابات المجاورة لطنجة والمطلة على البحر، بسبب اعتراض طريق الراغبين منهم في (الحريك) بواسطة القوارب البلاستيكية الصغيرة الحجم التي يستعملها الأطفال في اللعب بالشواطئ. ونشير بأن شواطئ طنجة والقصر الصغير، شهدت أكبر عملية لتهريب حوالي 1000 مواطن ومواطنة من دول جنوب الصحراء نحو طريفة، وذلك خلال يومين فقط، وسط شهر غشت المنصرم. ويذكر أن النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بطنجة،أمرت بإجراء بحث دقيق ومعمق،من أجل الكشف عن المتورطين في هذه الأحداث، والكشف عن المسؤولين عن الوفاة. وأورد الوكيل العام في بلاغ له أن الشرطة القضائية الولائية تمكنت من إيقاف بعض المشتبه في مشاركتهم وتورطهم في تلك الأحداث،وفور انتهاء البحث معهم ستتم إحالتهم على النيابة العامة من أجل متابعتهم كل حسب المنسوب إليه من تهم.