أثارتني هذه الصورة التي نشرتها جريدة (يومية قاديس/ DIARIO DE CADIZ ) على صدر صفحتها الأولى الصادرة يوم 3 شتنبر الجاري، والتي تظهر مواطنة مغربية، كما لو أنها نادمة على مغامرتها الفاشلة ضمن مجموعة من الشبان والنساء والأطفال الذين ألقت عليهم القبض عناصر من الحرس المدني والشرطة الاسبانية يوم 9/2 بشواطئ بارباطي، وكونيل، وطريفة باسبانيا... هذه الصورة / اللقطة، هي في الواقع، رسالة عميقة ومؤلمة، موجهة بطريقة غير مباشرة، لكل الراغبات المسكونات بجنون هجرة الموت، واللواتي يدفعن مقابلها في أغلبية الحالات ثمنا باهظا، وفي أحيان كثيرة، المال، والمتاع، والكرامة والشرف. مغامرات الهجرة في قوارب الموت، والتي تستقطب هذه الأيام، النساء، والأطفال، لم تعد ظاهرة استثنائية ، أو خاصة بالقادمات والقادمين من دول جنوب الصحراء، بل أصبحت شبه عادية، والمنطلقة من منطقة الناظور إلى ما بعد منطقة طنجة ومولاي بوسلهام.. لن أُذكّر بحالات ومآسي وفواجع الغرقى والمفقودين، ومن ضمن ضحاياهم العديد من النساء، البعض منهن مازلن مجهولات الهوية في مستودعات الموتى بقاديس والجزيرة الخضراء.. أريد فقط من نشر هذه الصورة المعبرة، تنبيه المهووسات «بالحريك»، بأن بوابة أوروبا، أي إسبانيا، تزداد انسداداً، وأن ما يوجد بها من مغاربة الحريك، لا أمل لهم في العمل والبقاء هناك، أو حتى (الفرار!) نحو فرنسا أو إيطاليا. بل وحتى العاملات اللواتي يعملن في الحقول الزراعية بإسبانيا، يتمنين العودة إلى الوطن، لأن أغلبهن غير مرتاحات في عملهن وإقامتهن.. دون الكلام عن أشياء أخرى.! أريد أن يكون لهذه اللقطة، مفعولها الإنساني والوطني، والوجداني لدى كل الأخوات المسكونات بهوس «الحريك».. وأتمنى أن تحتفظ كل عائلة مصابة بعدوى الحريك بهذه الصورة، لأنني أعتبرها بركة سيدي رمضان، لشفاء الناس من فيروس الخارج..!