كشفت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية النقاب عن أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" وضع بالغ اهتمامه وتركيزه على شمال أفريقيا. وقالت الصحيفة في - سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - أن داعش كثفت من تجنيد مقاتليها في عدة بلدان بشمال أفريقيا، لافتة إلى أن داعش تهدف من هذا التجنيد إلى المساعدة في إنشاء خلايا نائمة تقوم بعمليات في بلدان مثل الجزائر وليبيا والمغرب وتونس. ونقلت الصحيفة عن مصادر من دول شمال أفريقيا قولها إن تلك الخلايا يجري تنظيمها من قبل المقاتلين في المنطقة وهم يعودون حاليا لأوطانهم، مشيرة إلى إن ذلك الأمر يثير قلق أنظمة المنطقة . وأضافت المصادر أنه في عام 2014 أفادت العديد من دول شمال إفريقيا بأنه تم اعتقال العشرات من المشتبه في قيامهم بأعمال تجنيد، منوهة إلى إن التجنيد ركز في البداية على إرسال الشباب المسلم إلى الحروب التي تقاتل فيها داعش في العراق وسوريا. وأشارت الصحيفة إلى إن داعش سعت إلى التحالف مع شبكات أخرى لتنظيم القاعدة في شمال إفريقيا، بحسب المصادر التي أفادت بأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي رفض كيان الدولة الإسلامية وخططها في إقامة الخلافة الإسلامية. ورأت الصحيفة أنه نتيجة لذلك فإن داعش بدأت في التودد إلى فرع تنظيم القاعدة الناشط أنصار الشريعة في كل من ليبيا وتونس. وأردفت الصحيفة أنه في 23 من يوليوز ناشدت الجماعات الإسلامية "أنصار الشريعة" الانضمام إلى داعش وقسم الولاء إلى زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، لافتة إلى إنه في 30 من يوليوز الماضى أعلن "أنصار الشريعة" الخلافة في جميع أنحاء مدينة بنغازي الليبية. ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أن نجاح أو فشل تنظيم الدولة الإسلامية يتوقف على مواقف ثلاث منظمات جهادية رئيسية في العالم، وهم تنظيم القاعدة في اليمن وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأنصار الشريعة في ليبيا . ونسبت الصحيفة إلى عبد الله رامي، وهو محلل بارز في شئون الجماعات الإسلامية، قوله إن "بدون ولاء هذه المجموعات، فإن مشروع الخلافة يكون مجرد حبر على ورق، وبذلك الخلافة لن تكون سوى منظمة محلية تقتصر على حدود العراق". وأضاف رامى أن داعش اجتذبت العديد من الخلايا الأصغر المنحازة لخلايا تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا، لافتا إلى إن داعش قامت بتجنيد المئات الذين يطلق عليهم "الذئاب الفرادى" لشن هجمات ولذلك، فيمكن أن يستخدمهم البغدادي في أي لحظة لتنفيذ عمليات إرهابية وزعزعة استقرار دول المنطقة". وأشارت وورلد تريبيون إلى أن هناك مصادر قد كشفت بالفعل مؤشرات على عمليات موجهة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال إفريقيا، مضيفة أن مجموعة واحدة يعتقد بأنها انضمت إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وعرفت على أنها من كتائب عقبة بن نافع، التي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم أسفر عن مقتل 15 جنديا من الجيش التونسي على الحدود مع الجزائر في يوليوز الماضي. ولفتت الصحيفة في ختام تقريرها إلى قول الباحث المغربي محسن عبد الواحد إن هذه نماذج أولية لعمليات المستقبل في شمال إفريقيا والذي سيقوض الاستقرار والأمن في المنطقة ويؤدي إلى دمار كبير ما لم يتحرك المجتمع الدولي على وجه السرعة.